هل يتعارض قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56] مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أُحصي ثناءً عليك»؟ وما هي البدعة؟ وهل يوجد بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
هل يتعارض قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56] مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أُحصي ثناءً عليك»؟ وما هي البدعة؟ وهل يوجد بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
السؤال
هل يتعارض قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56] مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أُحصي ثناءً عليك»؟ وما هي البدعة؟ وهل يوجد بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
هل يتعارض قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56] مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أُحصي ثناءً عليك»؟ وما هي البدعة؟ وهل يوجد بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمَّا بعد:
فإجابةً على سؤالك، نقول وبالله تعالى التوفيق:
إنه لا تعارضَ بين الآية والحديث، فإنَّ المنفيَّ هنا هو الإحصاء، أي: الإحاطة، وهذا صحيح، فإنَّ العبدَ مهما أوتي من جوامع الكلم وقوَّة البيان وفصاحة اللِّسان، إلا أنَّه لا يُحيط بالثَّناء على الله تعالى، ولا يُطيقه أو يقدر عليه، قال الإمامُ مالك رحمه الله: معناه لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء عليك، وإن اجتهدتُ في الثناء عليك، ولا يعني هذا النفيُ العجزَ عن جنس الثناء وأصله، بل المعجوز عنه هو الإحاطة به كلِّه على التفصيل، أما الإجمال في الثناء فإنه مقدور عليه، ومنه جميعُ المحامد والثناء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما سبب كوننا لا نُحصي ثناءً عليه، فإنَّ إحصاء الثَّناء عليه فرع عن الإحاطة بذاته وأسمائه وصفاته، وهذا متعذِّر على الخلق، قال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)} [طه: 110] فمهما أثنينا عليه وحمدناه، فإننا لن نبلغ حدَّ الكمال والإحصاء والإحاطة، لأننا لا نعلم كلَّ أسمائه وصفاته، وكلَّ موجبات الثناء عليه، ويُمكن أن يُقال سبب آخر، وهو: أنّ نعم الله تعالى على العباد كثيرة، لا حصر لها في الأجناس والأنواع، وكل نعمة تستوجب حمداً وثناء، وهذا مما لا يُطيقه عباده، ولا يحيطون به ولا يحصونه، قال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34] فالحمد لله كما نقول، والحمد لله فوق ما نقول، والحمد لله كما يقول، ملء السموات والأرض وما بينهما، وملء ما شاء بعد، وصدق القائل :
إذا نحنُ أثنينا عليك بمَدحةٍ ***فهيهاتَ يُحصَى الرَّملُ أو يُحصى القَطْرُ
ولكنَّنا نأتي بما نستطيعُه *** ومَنْ بَذَل المجهودَ حُقَّ له العُذْرُ
والبدعة هي كل طريقةٍ في الدين مُخترعة تضاهي الشرعية، يُقصَد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية.
فالبدعة هي كل عبادة أو عقيدة حدثت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد توافرت أسبابها على عهده صلى الله عليه وسلم، وانتفت موانعها، فلم يعملها ولم يعتقدها ولم يأمر بها أو يُقِرَّها، والبدع التي وصفها الرَّسول صلى الله عليه وسلم تكون في الأقوال والعبادات والاعتقادات والأفعال .
قال ابن تيميه رحمه الله في الفتاوى (22 /306) :"والبدع نوعان: نوع في الأقوال والاعتقادات، ونوع في الأفعال والعبادات، وهذا الثاني يتضمن الأول، كما أن الأول يدعو إلى الثاني": والواجب الحذر من النوعين، فإن البدعة بجميع صورها وأنواعها شرٌّ على صاحبها، وتتضمَّن القدحَ في الشريعة، وأنها ناقصة، والقدح في الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ إن البدعة خيرٌ يُتقرَّب به إلى الله، لم يدُلَّنا عليه، فهذا تقصير منه صلى الله عليه وسلم في التبليغ وبسط هذه المعاني يضيق عنها هذا الجواب المختصر.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمَّا بعد:
فإجابةً على سؤالك، نقول وبالله تعالى التوفيق:
إنه لا تعارضَ بين الآية والحديث، فإنَّ المنفيَّ هنا هو الإحصاء، أي: الإحاطة، وهذا صحيح، فإنَّ العبدَ مهما أوتي من جوامع الكلم وقوَّة البيان وفصاحة اللِّسان، إلا أنَّه لا يُحيط بالثَّناء على الله تعالى، ولا يُطيقه أو يقدر عليه، قال الإمامُ مالك رحمه الله: معناه لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء عليك، وإن اجتهدتُ في الثناء عليك، ولا يعني هذا النفيُ العجزَ عن جنس الثناء وأصله، بل المعجوز عنه هو الإحاطة به كلِّه على التفصيل، أما الإجمال في الثناء فإنه مقدور عليه، ومنه جميعُ المحامد والثناء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما سبب كوننا لا نُحصي ثناءً عليه، فإنَّ إحصاء الثَّناء عليه فرع عن الإحاطة بذاته وأسمائه وصفاته، وهذا متعذِّر على الخلق، قال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)} [طه: 110] فمهما أثنينا عليه وحمدناه، فإننا لن نبلغ حدَّ الكمال والإحصاء والإحاطة، لأننا لا نعلم كلَّ أسمائه وصفاته، وكلَّ موجبات الثناء عليه، ويُمكن أن يُقال سبب آخر، وهو: أنّ نعم الله تعالى على العباد كثيرة، لا حصر لها في الأجناس والأنواع، وكل نعمة تستوجب حمداً وثناء، وهذا مما لا يُطيقه عباده، ولا يحيطون به ولا يحصونه، قال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34] فالحمد لله كما نقول، والحمد لله فوق ما نقول، والحمد لله كما يقول، ملء السموات والأرض وما بينهما، وملء ما شاء بعد، وصدق القائل :
إذا نحنُ أثنينا عليك بمَدحةٍ ***فهيهاتَ يُحصَى الرَّملُ أو يُحصى القَطْرُ
ولكنَّنا نأتي بما نستطيعُه *** ومَنْ بَذَل المجهودَ حُقَّ له العُذْرُ
والبدعة هي كل طريقةٍ في الدين مُخترعة تضاهي الشرعية، يُقصَد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية.
فالبدعة هي كل عبادة أو عقيدة حدثت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد توافرت أسبابها على عهده صلى الله عليه وسلم، وانتفت موانعها، فلم يعملها ولم يعتقدها ولم يأمر بها أو يُقِرَّها، والبدع التي وصفها الرَّسول صلى الله عليه وسلم تكون في الأقوال والعبادات والاعتقادات والأفعال .
قال ابن تيميه رحمه الله في الفتاوى (22 /306) :"والبدع نوعان: نوع في الأقوال والاعتقادات، ونوع في الأفعال والعبادات، وهذا الثاني يتضمن الأول، كما أن الأول يدعو إلى الثاني": والواجب الحذر من النوعين، فإن البدعة بجميع صورها وأنواعها شرٌّ على صاحبها، وتتضمَّن القدحَ في الشريعة، وأنها ناقصة، والقدح في الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ إن البدعة خيرٌ يُتقرَّب به إلى الله، لم يدُلَّنا عليه، فهذا تقصير منه صلى الله عليه وسلم في التبليغ وبسط هذه المعاني يضيق عنها هذا الجواب المختصر.