×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

/ / هل يوجد مخلوقات تُدعى الجن؟

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

هل يوجد مخلوقات تُدعى الجنّ؟

المشاهدات:3401

السؤال

هل يوجد مخلوقات تُدعى الجنّ؟

الجواب

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة على سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:
لقد قرأت في القرآن فوجدْتُ أن هناك مخلوقات تُدعىى الجن، فهل هذا فهم صحيح؟ وهل يصح طلب العون منهم؟
ما ذكرته من أنك فهمت من القرآن أنَّ هناك مخلوقات تُدعى الجنّ، فهذا فهم صحيح فإن الله خلق عوالم ثلاثة: عالم الملائكة، وعالم الجن، وعالم الإنس، وهذه العوالم كلها مخلوقات عاقلة مُكلَّفة، ولم يُخالف أحد من المسلمين في وجود الجنِّ، ولا في أن الله أرسل محمداً صلى الله عليه وسلَّم إليهم، وأنهم مكلَّفون مأمورون، وأن الله تعالى مكَّنهم من قدرات إمكانيات يعجز عنها الإنس، فلهم مثلاً القدرة على التَّشكُّل بأشكال الحيوان والإنسان، وقوة على كثير من الأعمال وسرعة في التنقل، وغير ذلك، وسخرهم الله تعالى لنبيه سليمان، فكانوا يعملون عنده قال تعالى: {وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ: 12، 13]، وقال تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) } [ص: 36 - 39]، وهذا التسخير إنما كان استجابة لدعوة سليمان عليه السلام، حيث قال:{وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)} [ص: 35]، فدلَّت هذه الآيةُ على أنَّ هذا المُلك من تسخير الجن والسيطرة عليهم خاصٌّ بسليمان عليه السلام، فلا يتأتّى لأحد من بعده عليه السلام؛ ولذلك امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من ربط الجنِّ بأحد سواري المسجد، لمَّا عَرَض له في صلاته، قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ عفريتاً من الجن تفلَّت البارحة، ليقطع عليَّ صلاتي، فأمكنني الله منه فأخذتُه فأردت أن أربِطه على سارية من سواري المسجد، حتى تنظروا إليه كلُّكم، فذكرت دعوة أخي سليمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35] فرددْتُه خاسئًا» أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له.
وعليه فلتعلم أنه ليس في الإمكان القدريِّ والشَّرعيَّ أن يسيطر الناس عامَّة على الجنّ، لكن قد يُكرِّم الله بعض أوليائه الصالحين بأن يجعل من الجنِّ مَن يعينه في بعض الأشياء، إما بعلمه أو بغير علمه، أما طلب المعونة منهم فثمَّة خلاف بين أهل العلم، والأحوط للعبد أن يتجنب ذلك، لأن هذا الفعل مُحدَث فإنَّ السلف رحمهم الله  من الصحابة ومن بعدهم لم يُنقل عنهم أنهم استخدموا هذا الطريق، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فهذا النبي تمرُّ عليه أحلكُ الظروف وأصعب المواقف في أُحُد والأحزاب وغيرها، ومع ذلك لم يعلِّق قلبه إلا بالله.
ولا يُستعملُ في  الأسباب إلا ما كان في مقدور البشر، وقد استدلَّ بعضُ أهل العلم على منع التعامل معهم، بقوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)} [الشعراء: 221، 222]، وبقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} [الأنعام: 128] وبقوله: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)} [الجن: 6]، ثم إنَّ الغالب في الجنِّ أنهم لا يخدُمون الإنس إلَّا إذا تقربوا إليهم بأنواع من القربات المحرمة، كأن يذبحوا لهم أو يكتبوا كلام الله تعالى بالنجاسات وغير ذلك.
أما استعمالهم في نصر الدين والمسلمين فالجواب أيضاً أن هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع شدة حاجتهم إليه، فدلَّ ذلك على أنَّه ليس مما يُسلَك لتغيُّر الأحوال ونصر الأديان، وقد يسخِّرهم الله تعالى لنصر دينه، ولكن جرت سنة الله تعالى في خلقه أنَّ هذا الدين يُمكَّن وينتصر بجهد البشر وطاقاتهم وبذلهم وعرقهم، فالواجب علينا بذل ما في وُسعِنا وجهدنا لنصر دين الله تعالى، ولنعلم أن الله ناصر دينه ومُظهِر حِزبه.


الاكثر مشاهدة

2. جماع الزوجة في الحمام ( عدد المشاهدات46370 )
6. الزواج من متحول جنسيًّا ( عدد المشاهدات32724 )
7. مداعبة أرداف الزوجة ( عدد المشاهدات32457 )
10. حكم قراءة مواضيع جنسية ( عدد المشاهدات22980 )
11. حكم استعمال الفكس للصائم ( عدد المشاهدات22843 )
12. ما الفرق بين محرَّم ولا يجوز؟ ( عدد المشاهدات22798 )
15. وقت قراءة سورة الكهف ( عدد المشاهدات17123 )

مواد تم زيارتها

التعليقات

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف