فَضِيلَةَ الشَّيخِ! السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، مَا صِحَّةُ هَذَا القَوْلِ: (الكِبْرُ عَلَى أَهِلِ الكِبْرِ عِبَادَةٌ)؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / حديث / الكِبْر على المتكبِّر
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما صحة هذا القول: (الكِبْر على أهل الكِبْر عبادة)؟
السؤال
فَضِيلَةَ الشَّيخِ! السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، مَا صِحَّةُ هَذَا القَوْلِ: (الكِبْرُ عَلَى أَهِلِ الكِبْرِ عِبَادَةٌ)؟
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما صحة هذا القول: (الكِبْر على أهل الكِبْر عبادة)؟
الجواب
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالِمِينَ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
وَعَلَيكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَهَذَا القَوْلُ لَمْ يَثْبُتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَلَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي السُّنَّةِ، وَأَمَّا مِنْ حَيثُ مَعْنَاهُ فَقَدْ ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّ التَّكَبُّرَ عَلَى المُتَكَبِّرِ مِنْ الصُّوَرِ الْمُسْتَثْنَاةِ مِنَ الكِبْرِ الَّذِي جَاءَتِ النُّصُوصُ بَتَحْرِيمِهِ، فَقَد نُقِلَ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَوْلُهُ: تَكَبَّرْ عَلَى المتكبِّر مرَّتَيْنِ. وَنُقِلَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "التَّجَبُّرُ عَلَى أَبْنَاءِ الدُّنَيَا أَوْثَقُ عُرَى الإِسْلَامِ".
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ هَذَا مِنْ قَبِيلِ الاجْتِهَادِ فِي مُعَالَجَةِ كِبْرِ المُتَكَبِّرِ؛ لِئَلَّا يَتَمَادَى فِي كِبْرِهِ وَغَيِّهِ، فَإِنَّهُ إِذَا رَأَى تَوَاضُعَ المُتَواضِعِيْنَ غَرَّهُ ذَلِكَ وَأَغْرَاهُ، وَلَيسَ مَقُصُودَهُمُ الكِبْرُ الَّذِي هُوَ بَطَرُ الحَقِّ، (أَيْ: رَدُّ الحَقِّ)، وَغَمْطُ النَّاسِ (أَيْ: احْتِقَارُهُمْ)، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّ أَوْلَى مَا يُعَالَجُ بِهِ الكِبْرُ النَّصِيحَةُ وَالتَّذْكِيرُ بِاللهِ تَعَالَى.
أخوكم
أ.د.خالد المصلح
15 /11 /1428هـ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالِمِينَ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
وَعَلَيكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَهَذَا القَوْلُ لَمْ يَثْبُتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَلَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي السُّنَّةِ، وَأَمَّا مِنْ حَيثُ مَعْنَاهُ فَقَدْ ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّ التَّكَبُّرَ عَلَى المُتَكَبِّرِ مِنْ الصُّوَرِ الْمُسْتَثْنَاةِ مِنَ الكِبْرِ الَّذِي جَاءَتِ النُّصُوصُ بَتَحْرِيمِهِ، فَقَد نُقِلَ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَوْلُهُ: تَكَبَّرْ عَلَى المتكبِّر مرَّتَيْنِ. وَنُقِلَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "التَّجَبُّرُ عَلَى أَبْنَاءِ الدُّنَيَا أَوْثَقُ عُرَى الإِسْلَامِ".
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ هَذَا مِنْ قَبِيلِ الاجْتِهَادِ فِي مُعَالَجَةِ كِبْرِ المُتَكَبِّرِ؛ لِئَلَّا يَتَمَادَى فِي كِبْرِهِ وَغَيِّهِ، فَإِنَّهُ إِذَا رَأَى تَوَاضُعَ المُتَواضِعِيْنَ غَرَّهُ ذَلِكَ وَأَغْرَاهُ، وَلَيسَ مَقُصُودَهُمُ الكِبْرُ الَّذِي هُوَ بَطَرُ الحَقِّ، (أَيْ: رَدُّ الحَقِّ)، وَغَمْطُ النَّاسِ (أَيْ: احْتِقَارُهُمْ)، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّ أَوْلَى مَا يُعَالَجُ بِهِ الكِبْرُ النَّصِيحَةُ وَالتَّذْكِيرُ بِاللهِ تَعَالَى.
أخوكم
أ.د.خالد المصلح
15 /11 /1428هـ