الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ. وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِذَا كَانَ عَمَلُك يَتَضَمَّنُ تَقْدِيمَ الْخَمْرِ أَوْ إعْدَادَهُ فَإِنَّ هَذَا الْعَمَلَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَمِنْ كَبَائِرِ الْإِثْمِ، فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ(1295) وَابْنُ مَاجَهْ(3381) مِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ فِي الْخَمْرِ عَشَرَةً: عَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَآكِلَ ثَمَنِهَا، وَالْمُشْتَرِي لَهَا، وَالْمُشْتَرَاةَ لَهُ. وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ. وَتِسْعَةٍ مِنَ الْمَذْكُورِينَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ شَمَلَهُمُ اللَّعْنُ لِإِعَانَتِهِمْ شَارِبَهَا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [الْمَائِدَةِ:2]. فَالْوَاجِبُ عَلَيْكُمُ الِامْتِنَاعُ عَنْ تَقْدِيمِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَكَذَا تَهْيِئَتُهَا، فَإِنْ لَمْ تَتَمَكَّنُوا فَاتْرُكُوا هَذَا الْعَمَلَ لِغَيْرِهِ، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطَّلَاقُ:2،3].
أخوكم
أ. د.خالد المصلح
16 /9/ 1427هـ