فَضِيلَةَ الشَّيْخِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، هَلْ يُشْرَعُ حَلْقُ شَعْرِ الْأُنْثَى عِنْدَ وِلَادَتِهَا كَالذَّكَرِ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / منوع / حلق شعر الأنثى عند ولادتها
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يُشرَع حلق شعر الأنثى عند ولادتها كالذكَر؟
السؤال
فَضِيلَةَ الشَّيْخِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، هَلْ يُشْرَعُ حَلْقُ شَعْرِ الْأُنْثَى عِنْدَ وِلَادَتِهَا كَالذَّكَرِ؟
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يُشرَع حلق شعر الأنثى عند ولادتها كالذكَر؟
الجواب
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ. وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَمَّا بَعْدُ.
فَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ، فَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى أَنَّهُ يُسَنُّ حَلْقُ رَأْسِهَا كَالذَّكَرِ؛ لِمَا رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ مُرْسَلًا(2/501) رَقْمُ(1067) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: (وَزَنَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعْرَ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَزَيْنَبَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ، فَتَصَدَّقَتْ بِزِنَةِ ذَلِكَ فِضَّةً) ، وَلِمُوَافَقَتِهَا لِلذَّكَرِ فِي عِلَّةِ إزَالَةِ الشَّعْرِ، وَأَنَّهُ مِنْ إمَاطَةِ الْأَذَى، فَفِي الْبُخَارِيِّ(5471) عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:« مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأُمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى »، وَمِمَّا يَدْخُلُ فِي إمَاطَةِ الْأَذَى حَلْقُ شَعْرِ الْمَوْلُودِ، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ.
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ لَا يُشْرَعُ حَلْقُ رَأْسِ الْأُنْثَى؛ لِعُمُومِ النَّهْيِ الْوَارِدِ فِيمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ(1984) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ حَلْقٌ، إنَّمَا عَلَى النِّسَاءِ التَّقْصِيرُ »، وَلِأَنَّ الْأَحَادِيثَ الْوَارِدَةَ فِي الْحَلْقِ هِيَ فِي الْغُلَامِ، فَيَبْقَى النَّهْيُ عَامًّا لِجِنْسِ النِّسَاءِ.
وَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ حَلْقَ شَعْرِ الْمَوْلُودِ الْأُنْثَى جَائِزٌ، إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ مَصْلَحَةٌ ؛ اسْتِئْنَاسًا بِمَا ذَكَرَهُ الْقَائِلُونَ بِالْمَشْرُوعِيَّةِ، وَأَمَّا مَا اسْتَدَلَّ بِهِ الْمَانِعُونَ مِنْ النَّهْيِ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ الْوَارِدَ فِيهِ ضَعِيفٌ، وَعَلَى الْقَوْلِ بِصِحَّتِهِ يُمْكِنُ تَخْصِيصُهُ بِمَا ذَكَرَهُ الْقَائِلُونَ بِالْمَشْرُوعِيَّةِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
أخوكُم
أ.د. خالد المُصلِح
26 /11 /1428هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ. وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَمَّا بَعْدُ.
فَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ، فَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى أَنَّهُ يُسَنُّ حَلْقُ رَأْسِهَا كَالذَّكَرِ؛ لِمَا رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ مُرْسَلًا+++(2/501) رَقْمُ(1067)--- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: (وَزَنَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعْرَ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَزَيْنَبَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ، فَتَصَدَّقَتْ بِزِنَةِ ذَلِكَ فِضَّةً) ، وَلِمُوَافَقَتِهَا لِلذَّكَرِ فِي عِلَّةِ إزَالَةِ الشَّعْرِ، وَأَنَّهُ مِنْ إمَاطَةِ الْأَذَى، فَفِي الْبُخَارِيِّ+++(5471)--- عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:« مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأُمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى »، وَمِمَّا يَدْخُلُ فِي إمَاطَةِ الْأَذَى حَلْقُ شَعْرِ الْمَوْلُودِ، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ.
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ لَا يُشْرَعُ حَلْقُ رَأْسِ الْأُنْثَى؛ لِعُمُومِ النَّهْيِ الْوَارِدِ فِيمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ+++(1984)--- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ حَلْقٌ، إنَّمَا عَلَى النِّسَاءِ التَّقْصِيرُ »، وَلِأَنَّ الْأَحَادِيثَ الْوَارِدَةَ فِي الْحَلْقِ هِيَ فِي الْغُلَامِ، فَيَبْقَى النَّهْيُ عَامًّا لِجِنْسِ النِّسَاءِ.
وَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ حَلْقَ شَعْرِ الْمَوْلُودِ الْأُنْثَى جَائِزٌ، إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ مَصْلَحَةٌ ؛ اسْتِئْنَاسًا بِمَا ذَكَرَهُ الْقَائِلُونَ بِالْمَشْرُوعِيَّةِ، وَأَمَّا مَا اسْتَدَلَّ بِهِ الْمَانِعُونَ مِنْ النَّهْيِ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ الْوَارِدَ فِيهِ ضَعِيفٌ، وَعَلَى الْقَوْلِ بِصِحَّتِهِ يُمْكِنُ تَخْصِيصُهُ بِمَا ذَكَرَهُ الْقَائِلُونَ بِالْمَشْرُوعِيَّةِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
أخوكُم
أ.د. خالد المُصلِح
26 /11 /1428هـ