الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ. وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَهَذِهِ لَيْسَتْ ضَرُورَةً بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرِيضِ بِلَا شَكٍّ؛ لِأَنَّ ضُرُورَتَهُ تَنْدَفِعُ بِاطِّلَاعِ الطَّبِيبِ الْمُعَالِجِ، وَأَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْمُتَدَرِّبِينَ فَيُمْكِنُ الِاسْتِغْنَاءُ عَنْ ذَلِكَ بِالْوَسَائِلِ الْأُخْرَى الَّتِي يَحْصُلُ بِهَا التَّدْرِيبُ، دُونَ اللُّجُوءِ إلَى هَتْكِ الْعَوْرَاتِ، لَا سِيَّمَا وَأَنَّ الْوَاقِعَ الْمَلْمُوسَ فِي الْمَجَالِ الطِّبِّيِّ التَّوَسُّعُ فِي الِاطِّلَاعِ عَلَى الْعَوْرَاتِ، وَانْتِهَاكُ الْخُصُوصِيَّاتِ. وَفِي مُنْتَجَاتِ التِّقْنِيَّةِ مَا يُغْنِي عَنْ الْكَشْفِ الْمُبَاشِرِ فِي حَالَاتِ التَّدْرِيبِ، وَهَذَا فِي حَالَاتِ الْكَشْفِ الْمَقْصُودُ مِنْهُ الِاطِّلَاعُ فَقَطْ، وَأَمَّا الْكَشْفُ الْمَقْصُودُ مِنْهُ أَنْ يُبَاشِرَ الْمُتَدَرِّبُ التَّشْخِيصَ وَالْمُبَاشَرَةَ بِإِشْرَافِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، فَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ، مَعَ وُجُوبِ تَضْيِيقِ الدَّائِرَةِ عَلَى الْحَدِّ الَّذِي يَحْصُلُ بِهِ الْمَقْصُودُ. وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
أخُوكُم
أ.د.خالِد المُصلِح
9 /11/ 1428هـ