الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ. وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَلَا يَجُوزُ لِلرَّجُلِ الْأَجْنَبِيِّ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ مِنْهُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْقَوْلِ الْمَعْرُوفِ الَّذِي يُخَاطِبُ بِهِ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ مُخَاطَبَةَ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَحِلُّ لَهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَى وَفْقِ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [الْأَحْزَابُ:32] وَهَذَا الْأَمْرُ وُجِّهَ لِلنِّسَاءِ، وَهُوَ أَيْضًا مُوَجَّهٌ لِلرِّجَالِ فِي مُحَادَثَاتِهِمُ النِّسَاءَ، فَقَوْلُكَ لِلْمُمَرِّضَةِ: يَا حَبِيبَتِي، هُوَ مِنْ الْخُضُوعِ بِالْقَوْلِ الَّذِي يُغْرِي بِالشَّرِّ وَالْفَسَادِ، وَلَوْ كُنْتَ لَمْ تَقْصِدْ فَنَصِيحَتِي لَكَ تَرْكُ مِثْلِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِيَّاكَ وَالتَّسَاهُلَ؛ فَإِنَّكَ إنْ ضَمِنْتَ نَفْسَكَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَدَيْكَ ضَمَانٌ بِالنِّسْبَةِ لِتَأْثِيرِ ذَلِكَ فِيمَنْ تَسْمَعُ هَذَا الْكَلَامَ، وَمَا يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكَ مِنْ أَثَرٍ فِي نَفْسِهَا. وَفَّقَ اللَّهُ الْجَمِيعَ لِلْخَيْرِ.
أخُوكُم أ.د.خالِد المُصلِح