هَلْ هُناكَ عَلامَةٌ أو إشارَةٌ شَخصيَّةٌ تُؤكِّدُ لَهُ أنَّهُ أدرَكَ لَيلَةَ القَدْرِ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / تطبيق مع الصائمين / ليلة القدر / هل من علامة أو إشارة شخصية تؤكد للإنسان أنه أدرك ليلة القدر؟
هل هناك علامة أو إشارة شخصية تؤكد له أنه أدرك ليلة القدر؟
السؤال
هَلْ هُناكَ عَلامَةٌ أو إشارَةٌ شَخصيَّةٌ تُؤكِّدُ لَهُ أنَّهُ أدرَكَ لَيلَةَ القَدْرِ؟
هل هناك علامة أو إشارة شخصية تؤكد له أنه أدرك ليلة القدر؟
الجواب
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحَمدُ لِلَّهِ وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
لَيلَةُ القَدْرِ لَيلَةٌ شَريفَةٌ مُعظَّمَةٌ أعْلَى اللهُ تَعالَى قَدْرَها وعَظَّمَ شَأنَها فقالَ تَعالَى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القَدْرُ: 2]، وهَذا فِيهِ تَفخيمٌ لشَأنِها حَتَّى كأنَّها خارِجَةٌ عَنْ دِرايَةِ الخَلْقِ لا يَدريها إلَّا اللهُ تَعالَى، ولَها عَلاماتٌ تُعرَفُ بِها، لكِنْ أصَحُّ ما جاءَ مِنْ عَلاماتِها أنَّ الشَّمسَ تَطلُعُ صَبيحَةَ يَوْمِها بَيضاءَ، لا شُعاعَ لَها ففي صِحيحِ مُسلِمٍ (762) مِنْ طَريقِ عَبْدَةَ، عَنْ أبي ذَرٍّ، عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قالَ: قالَ رَسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: «وأمارَتُها أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَةِ يَوْمِها بَيضاءَ لا شُعاعَ لَها». وهذِهِ العَلامَةُ تَكونُ بَعْدَ انقِضائِها، والحِكْمَةُ -واللهُ أعلَمُ- لِيجْتَهِدَ النَّاسُ في طَلَبِها، وليفْرَحَ المُجتَهِدونَ باجِتهادِهِم وسَعْيهِم. وقَدْ دَلَّتِ السُّنَّةُ أنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ قَدْ تُعْلَمُ بالرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ؛ ففي البُخاريِّ (2015)، ومُسلِمٍ (1165) مِنْ طَريقِ مالِكٍ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ أنَّ رِجالًا مِنْ أصحابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- : أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنامِ أنَّها في السَّبعِ الأواخِرِ، فقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «أرَى رُؤيَاكُم قَدْ تَواطَأتْ في السَّبعِ الأواخِرِ، فمَنْ كانَ مُتَحرِّيها فليَتحَرَّها في السَّبعِ الأواخِرِ». بَلْ إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أُرِيَ مَتَى لَيْلَةُ القَدْرِ؛ ففي البُخاريِّ (2016) ومُسلِمٍ (1167) مِنْ طَريقِ أبي سَلَمةَ بنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ، عَنْ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: «إنِّي أُريتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسيتُها، فالتَمِسُوها في العَشْرِ الأواخِرِ، وإنِّي رَأيْتُ أنِّي أسْجُدُ في ماءٍ وطِينٍ». قالَ أبو سَعيدٍ: فرَأيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَسجُدُ في الماءِ والطِّينِ حَتَّى رَأيْتُ أثَرَ الطِّينِ في جَبْهَتِهِ.
أمَّا ما يُقالُ مِنَ الأنوارِ وسُجودِ الأشجارِ وغَيْرِ ذَلِكَ، فهَذا قَدْ يَكونُ لبَعْضِ النَّاسِ، لكِنْ ليسَ عَلاماتٍ عامَّةً قَطعيَّةً.
وعَلَى كُلِّ حالٍ الَّذي أوصَي بِهِ إخوانِي الاجتِهادَ في العَشْرِ الأواخِرِ جَميعًا. فهَذا هُوَ هَدْيُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الَّذي لازمَهُ حَتَّى تَوفَّاهُ اللهُ، ونَرجُو مِنَ اللهِ أنَّ كلَّ مَنْ قامَ لَيالِيَ العَشْرِ إيمانًا واحتِسابًا، فإنَّهُ سَيُدرِكُ فَضْلَ لَيلَةِ القَدْرِ؛ ظَهَرَ لَهُ شَيءٌ مِنْ عَلاماتِها أو لا، واللهُ أعلَمُ.
أخُوكُم/
خالِد المُصلِح
06/09/1425هـ
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحَمدُ لِلَّهِ وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
لَيلَةُ القَدْرِ لَيلَةٌ شَريفَةٌ مُعظَّمَةٌ أعْلَى اللهُ تَعالَى قَدْرَها وعَظَّمَ شَأنَها فقالَ تَعالَى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القَدْرُ: 2]، وهَذا فِيهِ تَفخيمٌ لشَأنِها حَتَّى كأنَّها خارِجَةٌ عَنْ دِرايَةِ الخَلْقِ لا يَدريها إلَّا اللهُ تَعالَى، ولَها عَلاماتٌ تُعرَفُ بِها، لكِنْ أصَحُّ ما جاءَ مِنْ عَلاماتِها أنَّ الشَّمسَ تَطلُعُ صَبيحَةَ يَوْمِها بَيضاءَ، لا شُعاعَ لَها ففي صِحيحِ مُسلِمٍ (762) مِنْ طَريقِ عَبْدَةَ، عَنْ أبي ذَرٍّ، عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قالَ: قالَ رَسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: «وأمارَتُها أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَةِ يَوْمِها بَيضاءَ لا شُعاعَ لَها». وهذِهِ العَلامَةُ تَكونُ بَعْدَ انقِضائِها، والحِكْمَةُ -واللهُ أعلَمُ- لِيجْتَهِدَ النَّاسُ في طَلَبِها، وليفْرَحَ المُجتَهِدونَ باجِتهادِهِم وسَعْيهِم. وقَدْ دَلَّتِ السُّنَّةُ أنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ قَدْ تُعْلَمُ بالرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ؛ ففي البُخاريِّ (2015)، ومُسلِمٍ (1165) مِنْ طَريقِ مالِكٍ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ أنَّ رِجالًا مِنْ أصحابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- : أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنامِ أنَّها في السَّبعِ الأواخِرِ، فقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: «أرَى رُؤيَاكُم قَدْ تَواطَأتْ في السَّبعِ الأواخِرِ، فمَنْ كانَ مُتَحرِّيها فليَتحَرَّها في السَّبعِ الأواخِرِ». بَلْ إنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أُرِيَ مَتَى لَيْلَةُ القَدْرِ؛ ففي البُخاريِّ (2016) ومُسلِمٍ (1167) مِنْ طَريقِ أبي سَلَمةَ بنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ، عَنْ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: «إنِّي أُريتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسيتُها، فالتَمِسُوها في العَشْرِ الأواخِرِ، وإنِّي رَأيْتُ أنِّي أسْجُدُ في ماءٍ وطِينٍ». قالَ أبو سَعيدٍ: فرَأيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَسجُدُ في الماءِ والطِّينِ حَتَّى رَأيْتُ أثَرَ الطِّينِ في جَبْهَتِهِ.
أمَّا ما يُقالُ مِنَ الأنوارِ وسُجودِ الأشجارِ وغَيْرِ ذَلِكَ، فهَذا قَدْ يَكونُ لبَعْضِ النَّاسِ، لكِنْ ليسَ عَلاماتٍ عامَّةً قَطعيَّةً.
وعَلَى كُلِّ حالٍ الَّذي أوصَي بِهِ إخوانِي الاجتِهادَ في العَشْرِ الأواخِرِ جَميعًا. فهَذا هُوَ هَدْيُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الَّذي لازمَهُ حَتَّى تَوفَّاهُ اللهُ، ونَرجُو مِنَ اللهِ أنَّ كلَّ مَنْ قامَ لَيالِيَ العَشْرِ إيمانًا واحتِسابًا، فإنَّهُ سَيُدرِكُ فَضْلَ لَيلَةِ القَدْرِ؛ ظَهَرَ لَهُ شَيءٌ مِنْ عَلاماتِها أو لا، واللهُ أعلَمُ.
أخُوكُم/
خالِد المُصلِح
06/09/1425هـ