كَيْفَ كانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَسْتقبِلُ هَذَا الشَّهْرَ الكَريمَ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / تطبيق مع الصائمين / الصيام فتاوى وأحكام / استقبال النبي صلى الله عليه وسلم لشهر رمضان
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل هذا الشهر الكريم
السؤال
كَيْفَ كانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَسْتقبِلُ هَذَا الشَّهْرَ الكَريمَ؟
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل هذا الشهر الكريم
الجواب
الحَمدُ لِلَّهِ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقولُ وباللهِ تَعَالَى التَّوفيقُ:
جاءَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ- في النَّسائيِّ وغَيْرِهِ أنَّهُ كانَ يُبشِّرُ أصْحابَهُ بِمَقْدِمِ رَمَضانَ فيَقولُ: «أظلَّكُمْ شَهْرُ رَمَضانَ، فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيامَهُ»، ويُبيِّنُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ خَصائِصِهِ ما جاءَ في الصَّحيحَيْنِ مِنْ حَديثِ أبِي هُرَيرَةَ: «إذا كانَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجَنَّةِ وأُغلِقَتْ أبوابُ النَّارِ وصُفِّدَتِ الشَّياطينُ». فهَذا نَوْعٌ مِنَ التَّهْيئَةِ للمُجْتَمَعِ أنْ يَستَقبِلُوا هَذا الشَّهْرَ بِما يَكونُ مِنَ النَّوايَا الصَّالِحَةِ والاستِعدادِ النَّفْسيِّ حَتَّى إذا دَخَلَ الشَّهْرُ وقَدْ تَهيَّأتْ أنفُسُهُم وأقْبَلَتْ قُلُوبُهم عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ.
وثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في الصَّحيحِ مِنْ حَديثِ عائشَةَ أنَّهُ كانَ يَصومُ أكثَرَ شَعْبانَ، بَلْ في بَعْضِ الرِّواياتِ أنَّهُ كانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ، وهَذا يَدُلُّ عَلَى أنَّهُ كانَ يَتَهيَّأُ لهَذا الشَّهْرِ قَبْلَ مَجيئِهِ بالصَّوْمِ، ولذَلِكَ قالَ جَماعَةٌ مِنَ العُلَماءِ في بَيانِ السرِّ والحِكْمَةِ مِنْ تَقَدُّمِ رَمَضانَ بصَوْمِ شَعْبانَ: إنَّهُ تَهيئَةٌ للنَّفْسِ، كالرَّاتِبَةِ الَّتِي تَكونُ قَبْلَ الفَريضَةِ، وقَدْ عَقَلَ هذا جَماعاتٌ مِنْ سَلَفِ الأُمَّةِ، فكَانُوا يَتَهيئُونَ للشَّهْرِ بأنْواعٍ مِنَ التَّهْيِئاتِ، فمِنْهُم مَنْ يَتَهيَّأُ لَهُ بالصِّيامِ اتِّباعًا لهَدْيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فكانَ يَصومُ شَعْبانَ أو أكثَرَ شَعْبانَ، ومِنْهُم مَنْ كانَ يَتهيَّأُ بقِراءَةِ القُرْآنِ، ولذَلِكَ جاءَ -كمَا ذَكَرَ ابنُ رَجَبَ وغَيْرُهُ- أنَّ مِنَ السَّلَفِ مَنْ كانُوا يُكثِرونَ قِراءَةَ القُرآنِ في شَعْبانَ حَتَّى إذا جاءَ رَمَضانُ وقَدْ مُرِّنَتْ نُفوسُهُم وتَهيَّأَتْ قُلوبُهم وأقْبَلَتْ أفئِدَتُهم عَلَى قِراءَةِ كَلامِ للهِ تَعَالَى، وكانَ مِنْ صُوَرِ التَّهيُّؤِ الَّذِي كانَ عَلَيْهِ بَعْضُ سَلَفِ الأُمَّةِ أنَّهُم كانُوا يَدْعُونَ اللهَ تَعَالَى قَبْلَ مَجيءِ الشَّهْرِ بسِتَّةِ أشْهُرٍ أنْ يُبَلِّغَهُم رَمَضانَ.
وجاءَ في حَديثِ أنَسٍ -وإنْ كانَ في إسْنادِهِ مَقالٌ- أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كانَ إذا دَخَلَ رَجَبُ قالَ: «اللهُمَّ بارِكْ لَنا في رَجَبَ وشَعْبانَ وبَلِّغْنا رَمَضانَ».
فهذِهِ مِنَ الصُّوَرِ الَّتِي كانَتْ في سَلَفِ الأُمَّةِ ومِمَّا حَفِظَتْها دَواوينُ السُّنَّةِ وأخْبارُ أهلِ العِلمِ المُتقدِّمينَ.
فيَنبَغِي أنْ نَعْلَمَ أنَّهُ لم يَفُتِ الأوانُ، فمَنْ فاتَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ صُوَرِ التَّهيُّؤِ والاستِعدادِ؛ فإنَّهُ يَستَطيعُ أنْ يَبتَدِئَ مِنَ الآنِ بالنِّيَّةِ الرَّاشِدَةِ، فالأمرُ لا يَحتاجُ كَبيرَ عَناءٍ ولا مَشقَّةٍ ولا عَمَلٍ مُثقِلٍ، الأمرُ لا يَحتاجُ إلى عَمَلٍ كَثيرٍ أو شاقٍّ، وإنَّما يَحتاجُ إلى نِيَّةِ صادِقَةٍ وعَزيمَةٍ راشِدَةٍ، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العَنْكَبُوتُ: 69].
أسْأَلُ اللهَ أنْ يُوفِّقَنَا وإيَّاكُمْ.
الحَمدُ لِلَّهِ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقولُ وباللهِ تَعَالَى التَّوفيقُ:
جاءَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ- في النَّسائيِّ وغَيْرِهِ أنَّهُ كانَ يُبشِّرُ أصْحابَهُ بِمَقْدِمِ رَمَضانَ فيَقولُ: «أظلَّكُمْ شَهْرُ رَمَضانَ، فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيامَهُ»، ويُبيِّنُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ خَصائِصِهِ ما جاءَ في الصَّحيحَيْنِ مِنْ حَديثِ أبِي هُرَيرَةَ: «إذا كانَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجَنَّةِ وأُغلِقَتْ أبوابُ النَّارِ وصُفِّدَتِ الشَّياطينُ». فهَذا نَوْعٌ مِنَ التَّهْيئَةِ للمُجْتَمَعِ أنْ يَستَقبِلُوا هَذا الشَّهْرَ بِما يَكونُ مِنَ النَّوايَا الصَّالِحَةِ والاستِعدادِ النَّفْسيِّ حَتَّى إذا دَخَلَ الشَّهْرُ وقَدْ تَهيَّأتْ أنفُسُهُم وأقْبَلَتْ قُلُوبُهم عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ.
وثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في الصَّحيحِ مِنْ حَديثِ عائشَةَ أنَّهُ كانَ يَصومُ أكثَرَ شَعْبانَ، بَلْ في بَعْضِ الرِّواياتِ أنَّهُ كانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ، وهَذا يَدُلُّ عَلَى أنَّهُ كانَ يَتَهيَّأُ لهَذا الشَّهْرِ قَبْلَ مَجيئِهِ بالصَّوْمِ، ولذَلِكَ قالَ جَماعَةٌ مِنَ العُلَماءِ في بَيانِ السرِّ والحِكْمَةِ مِنْ تَقَدُّمِ رَمَضانَ بصَوْمِ شَعْبانَ: إنَّهُ تَهيئَةٌ للنَّفْسِ، كالرَّاتِبَةِ الَّتِي تَكونُ قَبْلَ الفَريضَةِ، وقَدْ عَقَلَ هذا جَماعاتٌ مِنْ سَلَفِ الأُمَّةِ، فكَانُوا يَتَهيئُونَ للشَّهْرِ بأنْواعٍ مِنَ التَّهْيِئاتِ، فمِنْهُم مَنْ يَتَهيَّأُ لَهُ بالصِّيامِ اتِّباعًا لهَدْيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فكانَ يَصومُ شَعْبانَ أو أكثَرَ شَعْبانَ، ومِنْهُم مَنْ كانَ يَتهيَّأُ بقِراءَةِ القُرْآنِ، ولذَلِكَ جاءَ -كمَا ذَكَرَ ابنُ رَجَبَ وغَيْرُهُ- أنَّ مِنَ السَّلَفِ مَنْ كانُوا يُكثِرونَ قِراءَةَ القُرآنِ في شَعْبانَ حَتَّى إذا جاءَ رَمَضانُ وقَدْ مُرِّنَتْ نُفوسُهُم وتَهيَّأَتْ قُلوبُهم وأقْبَلَتْ أفئِدَتُهم عَلَى قِراءَةِ كَلامِ للهِ تَعَالَى، وكانَ مِنْ صُوَرِ التَّهيُّؤِ الَّذِي كانَ عَلَيْهِ بَعْضُ سَلَفِ الأُمَّةِ أنَّهُم كانُوا يَدْعُونَ اللهَ تَعَالَى قَبْلَ مَجيءِ الشَّهْرِ بسِتَّةِ أشْهُرٍ أنْ يُبَلِّغَهُم رَمَضانَ.
وجاءَ في حَديثِ أنَسٍ -وإنْ كانَ في إسْنادِهِ مَقالٌ- أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كانَ إذا دَخَلَ رَجَبُ قالَ: «اللهُمَّ بارِكْ لَنا في رَجَبَ وشَعْبانَ وبَلِّغْنا رَمَضانَ».
فهذِهِ مِنَ الصُّوَرِ الَّتِي كانَتْ في سَلَفِ الأُمَّةِ ومِمَّا حَفِظَتْها دَواوينُ السُّنَّةِ وأخْبارُ أهلِ العِلمِ المُتقدِّمينَ.
فيَنبَغِي أنْ نَعْلَمَ أنَّهُ لم يَفُتِ الأوانُ، فمَنْ فاتَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ صُوَرِ التَّهيُّؤِ والاستِعدادِ؛ فإنَّهُ يَستَطيعُ أنْ يَبتَدِئَ مِنَ الآنِ بالنِّيَّةِ الرَّاشِدَةِ، فالأمرُ لا يَحتاجُ كَبيرَ عَناءٍ ولا مَشقَّةٍ ولا عَمَلٍ مُثقِلٍ، الأمرُ لا يَحتاجُ إلى عَمَلٍ كَثيرٍ أو شاقٍّ، وإنَّما يَحتاجُ إلى نِيَّةِ صادِقَةٍ وعَزيمَةٍ راشِدَةٍ، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العَنْكَبُوتُ: 69].
أسْأَلُ اللهَ أنْ يُوفِّقَنَا وإيَّاكُمْ.