هَلْ يَجوزُ الفِطْرُ لمَنْ يَمتَهِنُ مِهْنَةً شاقَّةً؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / تطبيق مع الصائمين / الصيام فتاوى وأحكام / هل يجوز الفطر لمن يمتهن مهنة شاقة؟
هل يجوز الفطر لمن يمتهن مهنة شاقة؟
السؤال
هَلْ يَجوزُ الفِطْرُ لمَنْ يَمتَهِنُ مِهْنَةً شاقَّةً؟
هل يجوز الفطر لمن يمتهن مهنة شاقة؟
الجواب
الحَمدُ لِلَّهِ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقولُ وباللهِ تَعالَى التَّوفيقُ:
قالَ اللهُ تَعالَى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البَقَرَةُ: 184]، فإنْ كُنْتَ مَريضًا أو عَلَى سَفَرٍ فقَدْ أحَلَّ اللهُ تَعالَى لَكَ الفِطْرَ.
أمَّا إذا كانَ هُناكَ نَوْعًا مِنَ المَشقَّةِ في العَمَلِ: فإذا كانَتْ هذِهِ المَشقَّةُ تَصِلُ بِكَ إلى حَدِّ الهَلاكِ، أو إلى حَدِّ المَرَضِ الَّذِي يُعجِزُكَ ويُعطِّلُ مَعاشَكَ؛ فعِنْدَ ذَلِكَ هَذا يَلْحَقُ بالمَرَضِ، لأنَّ خَوْفَ حُصُولِ المَرَضِ هُوَ مِنَ المُبيحاتِ، ولذَلِكَ الَّذِي يُمارِسُ حَياتَهُ طَبيعيًّا كمَنْ عِنْدَهُ فَشَلٌ كُلَويٌّ أو عِنْدَهُ سُكَّريٌّ، وهُوَ يُمارِسُ الحَياةَ لكِنْ لو صَامَ تَعطَّلَتْ حَياتُهُ، وهُوَ ليْسَ مَريضًا مَرَضًا حَاليًّا، بمَعنَى: أنَّهُ يُمارِسُ الحَياةَ مُمارَسَةً طَبيعيَّةً، لكِنْ لو صامَ سيُؤَثِّرُ عَلَيْهِ؛ ففي هذِهِ الحالِ إذا كانَ الصَّوْمُ سيُسبِّبُ لَكَ مَشَقَّةً شَديدةً فإنَّهُ يَجوزُ لَكَ الفِطْرُ.
لكِنْ أنا أُنَبِّهُ إخْوانِي أنَّ هذِهِ المَسائِلَ بَيْنَ العَبْدِ ورَبِّهِ، فلا أحَدَ يُمكِنُ أنْ يَقُولَ: تَستَطيعُ أو لا تَستَطيعُ، ولذَلِكَ نَبيُّنا نَبيُّ الرَّحْمَةِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لمَّا جاءَهُ الرَّجُلُ قالَ: «هَلَكْتُ، قالَ: ما أهلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ عَلَى أهْلِي في نَهارِ رَمَضانَ، قالَ: أتَجِدُ ما تُعتِقُ رَقَبةً؟ قالَ: لا، قالَ: تَستَطيعُ تَصُومُ شَهرَيْنِ مُتتابِعَيْنِ؟ قالَ: لا، قالَ: تَجِدُ ما تُطعِمُ سِتِّينَ مِسْكينًا؟ قالَ: لا»، ولم يَقُلِ: ائتِنا بشُهودٍ أنَّكَ لا تَستَطيعُ، لا، وإنَّما أحالَ أمْرَهُ وأوكَلَهُ إلى صِلَتِهِ بربِّهِ وإلى دِينِهِ، وهَكَذا نَقولُ للسَّائِلِ: إذا كانَ يَبلُغُ بِكَ حَدًّا تَخشَى الهَلاكَ أو تَخشَى المَرَضَ فإنَّهُ يَجوزُ لَكَ الفِطْرُ إلحاقًا بالمَريضِ، أو إلحاقًا بمَنْ عَذَرَهُمُ اللهُ تَعالَى، لكِنْ إذا كانَ هُناكَ نَوْعَ مَشقَّةٍ وتَعَبٍ وأنتَ تَستَطيعُ أنْ تَتَوقَّاهُ بتَبليلِ رَأسِكَ أو بالرَّعْيِ في وَقْتٍ مُبَكِّرٍ قَبْلَ اشتِدادِ الحَرِّ أو ما أشْبَهَ ذَلِكَ، فهَذا أحْسَنُ، كما أنِّي أنْصَحُ أصْحابَ المَواشِي أنْ يَرْفُقُوا بالرُّعاةِ، وأن يَقَدِّرَ أنَّهُ تَحْتَ الشَّمْسِ كهَذا الرَّجُلِ الَّذِي تَصْلاهُ الشَّمْسُ وهُوَ صائِمُ.
الحَمدُ لِلَّهِ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقولُ وباللهِ تَعالَى التَّوفيقُ:
قالَ اللهُ تَعالَى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البَقَرَةُ: 184]، فإنْ كُنْتَ مَريضًا أو عَلَى سَفَرٍ فقَدْ أحَلَّ اللهُ تَعالَى لَكَ الفِطْرَ.
أمَّا إذا كانَ هُناكَ نَوْعًا مِنَ المَشقَّةِ في العَمَلِ: فإذا كانَتْ هذِهِ المَشقَّةُ تَصِلُ بِكَ إلى حَدِّ الهَلاكِ، أو إلى حَدِّ المَرَضِ الَّذِي يُعجِزُكَ ويُعطِّلُ مَعاشَكَ؛ فعِنْدَ ذَلِكَ هَذا يَلْحَقُ بالمَرَضِ، لأنَّ خَوْفَ حُصُولِ المَرَضِ هُوَ مِنَ المُبيحاتِ، ولذَلِكَ الَّذِي يُمارِسُ حَياتَهُ طَبيعيًّا كمَنْ عِنْدَهُ فَشَلٌ كُلَويٌّ أو عِنْدَهُ سُكَّريٌّ، وهُوَ يُمارِسُ الحَياةَ لكِنْ لو صَامَ تَعطَّلَتْ حَياتُهُ، وهُوَ ليْسَ مَريضًا مَرَضًا حَاليًّا، بمَعنَى: أنَّهُ يُمارِسُ الحَياةَ مُمارَسَةً طَبيعيَّةً، لكِنْ لو صامَ سيُؤَثِّرُ عَلَيْهِ؛ ففي هذِهِ الحالِ إذا كانَ الصَّوْمُ سيُسبِّبُ لَكَ مَشَقَّةً شَديدةً فإنَّهُ يَجوزُ لَكَ الفِطْرُ.
لكِنْ أنا أُنَبِّهُ إخْوانِي أنَّ هذِهِ المَسائِلَ بَيْنَ العَبْدِ ورَبِّهِ، فلا أحَدَ يُمكِنُ أنْ يَقُولَ: تَستَطيعُ أو لا تَستَطيعُ، ولذَلِكَ نَبيُّنا نَبيُّ الرَّحْمَةِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لمَّا جاءَهُ الرَّجُلُ قالَ: «هَلَكْتُ، قالَ: ما أهلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ عَلَى أهْلِي في نَهارِ رَمَضانَ، قالَ: أتَجِدُ ما تُعتِقُ رَقَبةً؟ قالَ: لا، قالَ: تَستَطيعُ تَصُومُ شَهرَيْنِ مُتتابِعَيْنِ؟ قالَ: لا، قالَ: تَجِدُ ما تُطعِمُ سِتِّينَ مِسْكينًا؟ قالَ: لا»، ولم يَقُلِ: ائتِنا بشُهودٍ أنَّكَ لا تَستَطيعُ، لا، وإنَّما أحالَ أمْرَهُ وأوكَلَهُ إلى صِلَتِهِ بربِّهِ وإلى دِينِهِ، وهَكَذا نَقولُ للسَّائِلِ: إذا كانَ يَبلُغُ بِكَ حَدًّا تَخشَى الهَلاكَ أو تَخشَى المَرَضَ فإنَّهُ يَجوزُ لَكَ الفِطْرُ إلحاقًا بالمَريضِ، أو إلحاقًا بمَنْ عَذَرَهُمُ اللهُ تَعالَى، لكِنْ إذا كانَ هُناكَ نَوْعَ مَشقَّةٍ وتَعَبٍ وأنتَ تَستَطيعُ أنْ تَتَوقَّاهُ بتَبليلِ رَأسِكَ أو بالرَّعْيِ في وَقْتٍ مُبَكِّرٍ قَبْلَ اشتِدادِ الحَرِّ أو ما أشْبَهَ ذَلِكَ، فهَذا أحْسَنُ، كما أنِّي أنْصَحُ أصْحابَ المَواشِي أنْ يَرْفُقُوا بالرُّعاةِ، وأن يَقَدِّرَ أنَّهُ تَحْتَ الشَّمْسِ كهَذا الرَّجُلِ الَّذِي تَصْلاهُ الشَّمْسُ وهُوَ صائِمُ.