هَلْ غَسيلُ الكُلَى يُعَدُّ مِنَ المُفطِّراتِ للصَّائمِ؟
خزانة الأسئلة / الصوم / هل غسيل الكلى يعتبر من المفطرات للصائم؟
هل غسيل الكلى يعتبر من المفطرات للصائم؟
السؤال
هَلْ غَسيلُ الكُلَى يُعَدُّ مِنَ المُفطِّراتِ للصَّائمِ؟
هل غسيل الكلى يعتبر من المفطرات للصائم؟
الجواب
غَسيلُ الكُلَى بنَوعَيْهِ، الغَسيلِ الدَّمَويِّ، والغَسيلِ البِريتُونِّي، لا يُعَدُّ مُفَطِّرًا عَلَى الرَّاجِحِ مِنْ قَوْلَيْ أهْلِ العِلمِ؛ لأنَّهُ ليْسَ أكْلًا ولا شُربًا، ولا هُوَ في مَعنَى الأكْلِ والشُّربِ، والأصْلُ عَدَمُ الحُكْمِ بالفِطْرِ إلا ببَيِّنةٍ واضِحَةٍ، وحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ.
وأمَّا ما ذَكرَهُ أهْلُ العِلمِ مِنْ إلحاقِ الغَسيلِ الدَّمَويِّ بالحِجامَةِ فلا يَستَقيمُ لأَمرَيْنِ:
الأوَّلِ: أنَّهُ ليْسَ بحِجامَةٍ، إذ إنَّ الدَّمَ الخارِجَ مِنَ البَدَنِ في هَذَا الغَسيلِ يُعادُ ثانيَةً بَعْدَ تَنقيَتِهِ، وهَذَا يُفارِقُ الحِجامَةَ صُورَةً ومَضمُونًا.
الثَّانِي: أنَّ الفِطْرَ بالحِجامَةِ أمرٌ مُختلَفٌ فِيهِ عِنْدَ جَماهيرِ أهلِ العِلمِ، ومِنْ قَواعِدِ القِياسِ الصَّحيحِ: الاتِّفاقُ عَلَى الأصلِ المَقِيسِ عَلَيْهِ؛ ولذَلِكَ لا يَصِحُّ قِياسُ الغَسيلِ الدَّمَويِّ عَلَى الحِجامَةِ، لأنَّهُ أمرٌ مُختلَفٌ في حُصولِ الفِطْرِ بِهِ.
وأمَّا ما ذَكرَهُ بَعْضُ الأطِبَّاءِ مِنْ أنَّ الأوْعيَةَ الدَّمَويةَ قَدْ تَمتَصُّ شَيئًا مِنَ الأملاحِ والسُّكَّرياتِ الَّتِي تُستَعمَلُ في الغَسيلِ البِريتونيِّ، فالَّذِي يَظهَرُ أنَّ ذَلِكَ لا يُوجِبُ القَوْلَ بأنَّ الغَسيلَ البِريتونَّي مُفَطِّر؛ لأنَّ هَذَا لا يَصدُقُ عَلَيْهِ أنَّهُ أكْلٌ أو شُربٌ، ثُمَّ هُوَ أمرٌ ظَنِّيٌّ.
والأصلُ صِحَّةُ الصِّيامِ، وعَدَمُ الفِطْرِ إلَّا بدَليلٍ وبُرهانٍ، واللهُ أعلَمُ بالصَّوابِ.
أخُوكُم
أ.د خالِد المُصلِح
14-9-1428هـ.
غَسيلُ الكُلَى بنَوعَيْهِ، الغَسيلِ الدَّمَويِّ، والغَسيلِ البِريتُونِّي، لا يُعَدُّ مُفَطِّرًا عَلَى الرَّاجِحِ مِنْ قَوْلَيْ أهْلِ العِلمِ؛ لأنَّهُ ليْسَ أكْلًا ولا شُربًا، ولا هُوَ في مَعنَى الأكْلِ والشُّربِ، والأصْلُ عَدَمُ الحُكْمِ بالفِطْرِ إلا ببَيِّنةٍ واضِحَةٍ، وحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ.
وأمَّا ما ذَكرَهُ أهْلُ العِلمِ مِنْ إلحاقِ الغَسيلِ الدَّمَويِّ بالحِجامَةِ فلا يَستَقيمُ لأَمرَيْنِ:
الأوَّلِ: أنَّهُ ليْسَ بحِجامَةٍ، إذ إنَّ الدَّمَ الخارِجَ مِنَ البَدَنِ في هَذَا الغَسيلِ يُعادُ ثانيَةً بَعْدَ تَنقيَتِهِ، وهَذَا يُفارِقُ الحِجامَةَ صُورَةً ومَضمُونًا.
الثَّانِي: أنَّ الفِطْرَ بالحِجامَةِ أمرٌ مُختلَفٌ فِيهِ عِنْدَ جَماهيرِ أهلِ العِلمِ، ومِنْ قَواعِدِ القِياسِ الصَّحيحِ: الاتِّفاقُ عَلَى الأصلِ المَقِيسِ عَلَيْهِ؛ ولذَلِكَ لا يَصِحُّ قِياسُ الغَسيلِ الدَّمَويِّ عَلَى الحِجامَةِ، لأنَّهُ أمرٌ مُختلَفٌ في حُصولِ الفِطْرِ بِهِ.
وأمَّا ما ذَكرَهُ بَعْضُ الأطِبَّاءِ مِنْ أنَّ الأوْعيَةَ الدَّمَويةَ قَدْ تَمتَصُّ شَيئًا مِنَ الأملاحِ والسُّكَّرياتِ الَّتِي تُستَعمَلُ في الغَسيلِ البِريتونيِّ، فالَّذِي يَظهَرُ أنَّ ذَلِكَ لا يُوجِبُ القَوْلَ بأنَّ الغَسيلَ البِريتونَّي مُفَطِّر؛ لأنَّ هَذَا لا يَصدُقُ عَلَيْهِ أنَّهُ أكْلٌ أو شُربٌ، ثُمَّ هُوَ أمرٌ ظَنِّيٌّ.
والأصلُ صِحَّةُ الصِّيامِ، وعَدَمُ الفِطْرِ إلَّا بدَليلٍ وبُرهانٍ، واللهُ أعلَمُ بالصَّوابِ.
أخُوكُم
أ.د خالِد المُصلِح
14-9-1428هـ.