×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

رمضانيات / برامج رمضانية / فإني قريب / الحلقة (9) من آداب الدعاء الطهارة

مشاركة هذه الفقرة Facebook Twitter AddThis

تاريخ النشر:الاثنين 22 ربيع الأول 1447 هـ - الاثنين 15 سبتمبر 2025 م | المشاهدات:62

الحمد لله حمداً كثيرا ًطيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، أحمده حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد:

فحياكم الله أيها الأخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فإني قريب، إن للدعاء آداباً ينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يحرص على التحلي بها، وأن يستحضر أهميتها فإن مراعاة الآداب في العبادات والأعمال مما يوجب قبولها وزيادة الأجر فيها، وعظيم المثوبة من الله عز وجل عليها.

إن من آداب الدعاء: أن يكون الداعي على حال كاملة في ظاهره وباطنه، أما في باطنه فأن يكون ذلك على وجه مخلص لله عز وجل، وأن يكون في ظاهره متطهراً نقياً من الأدناس والأرجاس والأدران، فإن طهارة الظاهر تنعكس على الباطن، لذلك قال الله جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ﴾[المائدة:6]، إن مقصود تلك الطهارة الظاهرة: هو طهارة القلوب، لذلك ينبغي للمؤمن أن يحرص على المحافظة على الطهارة في كل أوقاته وأحواله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن: « لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن »، إن الطهارة من موجبات إجابة الدعاء، ولذلك جاء في الصحيح من حديث عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء »، تقول: أين الدعاء في هذا الحديث؟ إن قول القائل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله أعظم الدعاء فإنه يسأل الله تعالى بتوحيده، ويسأل الله تعالى بالشهادة لنبيه بالرسالة أن يبلغه ما يؤمل من الخير، وجاءت الإجابة سريعاً فقال صلى الله عليه وسلم: « إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ».

إنها طهارة في الباطن، وطهارة في الظاهر، اجتمعت طهارة القلب بالتوحيد والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، وطهارة الظاهر بإسباغ الوضوء ففتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء .

إن الله يحب المتطهرين، وبمقتضى محبة الله تعالى للمتطهرين أن يعطيهم وأن يبلغهم وأن ينولهم ما يؤملون، قال جل وعلا: ﴿ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾[التوبة:108]، وقال سبحانه وبحمده: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾[البقرة:222].

الطهارة بالوضوء أول الغسل ليست شرطاً من شروط الدعاء، فيصح دعاء كل داعي على أي حال كان، كما قالت عائشة رضي الله عنها في وصف حال النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يذكر الله على كل أحيانه، والذكر نوع من الدعاء لكنه بالتأكيد كلما كان الداعي على حال أكمل، وطهارة أتم كان ذلك من موجبات الفوز بإجابة الدعاء وتحصيل الخير من الله عز وجل.

جاء في البخاري و مسلم من حديث أبي جهيم بن الحارث رضي الله عنه قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه والسلام يتضمن ذكر الله عز وجل في إلقائه ورده فإنه يقول: السلام عليكم  ورحمة الله وبركاته، ويرد ذلك عليه فيقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فلما كان السلام محتوياً على ذكر لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه أي: أنه تيمم ثم رد عليه السلام.

وقد جاء فيما أخرجه أحمد وأبو داود عن المهاجر بن قنفذ أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى فرغ من وضوءه فرد عليه ثم قال في سبب التأخر: « إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كرهت أن أذكر الله على غير طهارة ».

إن للطهارة أثراً في إجابة الدعوات، ولذلك رتب النبي صلى الله عليه وسلم على الطهارة فضائل لا يدركها العبد بدونها، فقد جاء فيما رواه البخاري و مسلم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أتيت مضجعك أي: مكان نومك فتوضأ للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغباً ورهباً إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت »، ثم قال صلى الله عليه وسلم في بيان فضل مجموع هذه الأعمال من الطهارة والاضطجاع على الشق الأيمن وقول هذا الذكر: « فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به ».

وجاء في السنن من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعارا من الليل »، أي: يستيقظ، « فيسأل الله خيراً من الدنيا وألآخرة إلا أعطاه الله إياه »، إنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على حرصه على الطهارة بين يدي الدعاء، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى عبد الله بن قيس رضي الله عنه في قصة موت أبي عامر رضي الله عنه أن أبى موسى أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عما طلبه منه أبو عامر حيث قال له: قله: استغفر لي، أي: أن أبى عامر لما أدركته الوفاة طالب من أبي موسى أن يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل له المغفرة، فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه فقال: « اللهم اغفر لعبيد أبي عامر »، يقول أبو موسى: ورأيت بياض إبطيه ثم قال: « اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك أو من الناس »، فقلت: ولي يا رسول الله فاستغفر، فقال: « اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريما »، فالنبي صلى الله عليه وسلم بادر إلى الطهارة بين يدي الدعاء مما يدل على أن الطهارة بين يدي الدعاء لها أثر في الإثابة وفي الإجابة، فاحرص أيها المؤمن أن يكون دعاءك لله عز وجل ومناجاتك له على طهارة ووضوء، إلا أنه ينبغي أن يعلم أن الطهارة للدعاء ليست واجبةً ولا شرطاً وإنما هي من المستحبات والمسنونات.

اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، أعنا على طاعتك، واصرف عنا معصيتك، واجعلنا من حزبك وأوليائك.

إلى أن نلقاكم في حلقة قامة من برنامجكم فإني قريب، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات95496 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات91246 )

مواد مقترحة

452. Jealousy
8216. مقدمة.
8275. مقدمة
12170.