×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

رمضانيات / برامج رمضانية / فإني قريب / الحلقة (14) التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح

مشاركة هذه الفقرة Facebook Twitter AddThis

تاريخ النشر:الاثنين 22 ربيع الأول 1447 هـ - الاثنين 15 سبتمبر 2025 م | المشاهدات:83

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، اللهم

صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد:

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فإني قريب، في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى سنتناول التوسل في الدعاء، الدعاء من أعظم ما تدرك به المطالب، وهو أقوى الأسباب في حصول المرغوبات ودفع المكروهات، إلا أن هذا السلاح يقوى بأسباب منها أن يتوسل الإنسان إلى الله تعالى بما أمره بالتوسل به.

الدعاء من أعظم أسباب حصول المطلوبات واندفاع المكروهات، هو أقوى الأسلحة، هو من أعظم الأسباب التي يدرك بها الإنسان خير الدنيا وخير الآخرة، وهذا السبب العظيم له مقويات ومن أعظم ما يقويه أن يراعي فيه المؤمن آداب الدعاء، ومن أقوى ما يقويه أن يكون على وفق ما أمر الله تعالى به ورسوله، وقد أمر الله تعالى المؤمنين فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[المائدة:35]، وإن من وسائل إجابة الدعاء: أن يكون الداعي ممتثلاً ما أمر الله تعالى به في قوله: ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾[الأعراف:180]، فإن دعاء المسلم بأسماء الله تعالى وصفاته من أعظم ما تدرك به المطالب، قال الله تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾[الإسراء:110]، فالمؤمن يدعوا الله تعالى بأسمائه وينتقي من أسمائه وصفاته ما يناسب حال مسألته، وقد جرى على ذلك الدعاء في القرآن الكريم فقص الله تعالى خبر دعاء إبراهيم عليه السلام حيث قال: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ﴾ * ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾[إبراهيم:38-39]، بعد هذا التمجيد والتقديس، بعد هذا الثناء على الله عز وجل وذكر أسمائه وصفاته قال سبحانه وبحمده في دعاء إبراهيم: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ * ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾[إبراهيم:40-41]، هذا الدعاء تضمن التوسل إلى الله تعالى بعلمه بكل ما في السماوات وما في الأرض، بمحمده والثناء عليه وقديم إحسانه أن وهب له على الكبر إسماعيل وإسحاق، وتضمن أيضاً التوسل إليه جل وعلا بربوبيته وبأنه سميع الدعاء، أي: أنه يسمعه ويجيبه ويثيب عليه، ثم بعد ذلك جاءت المسألة، وهذا من صور تحقيق ما أمر الله تعالى به في قوله: ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾[الأعراف:180].

وفي أدعية النبي صلى الله عليه وسلم شيء عظيم كثير من دعاء الله تعالى بأسمائه وصفاته فمن ذلك ما في الصحيحين من حديث بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: « اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقائك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت »، تأمل هذا الدعاء العظيم الذي كان يفتتح به النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل، ابتدأه بتمجيد الله وتقدسيه والثناء عليه بما هو أهله جل في علاه، ثم توسل إليه بحاله، ثم قدم مسألته وهي من أعظم المسائل فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، ثم عاد إلى الثناء على الله أنت إلهي لا إله إلا أنت، وهكذا ما جاء في السنن من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول في صلاته: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى »، وكذلك ما في السنن من حديث بريدة بن الحصين رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: اللهم إني  أسألك بأني أشهد بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال صلى الله عليه وسلم: « قد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب.

إنه سؤال لله عز وجل بصفات الكمال موجب لعظيم الأجر والثواب، ومؤذن بقرب الجواب، فالله تعالى سميع مجيب، فالله تعالى سميع قريب مجيب، فلنحرص أيها الإخوة والأخوات على تمجيد الله تعالى وتقدسيه فإنه صلى الله عليه وسلم كن كثير التمجيد لله عز وجل، بل إنه يقتصر أحياناً على التمجيد دون أن يذكر سؤالاً ولا طلباً، من ذلك ما في الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل به كرب قال: « لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ».

أيها الإخوة والأخوات إن دعاء الله تعالى بأسمائه وصفاته كثير في أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك إلا أن الاشتغال بذكره وتعظيمه وتمجيده وذكر أسمائه وصفاته سبب من أسباب سعة عطائه جل في علاه، جاء في المسند والسنن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته خير ما أعطي السائلين »، أي: أن من أشغله ذكر الله عز وجل في سؤاله وطلبه حتى غفل عن مطالبه فامتلئ دعائه بذكر الله والثناء عليه وذكره بأسمائه الحسنى وصفاته العلى جل في علاه، كان ذلك من أسبابه أن يبلغه الله تعالى خير ما يعطي السائلين.

أيها الإخوة والأخوات إن مما يتوسل به إلى الله تعالى أن يتوسل الداعي بالأعمال الصالحة التي يسرها الله تعالى له، كما قال تعالى في أخبر به عن أولي الألباب أنهم يقولون: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ ﴾[آل عمران:193]، إن هؤلاء قد توسلوا إلى الله تعالى بإجابتهم من دعاهم إلى الإيمان به سبحانه وبحمده فقالوا: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ ﴾[آل عمران:193].

وقد قص النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خبر الثلاثة الذين انطلقوا أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً أي: لا أسقي قبلهما أهلاً ولا مالاً فنئا بي في الطلب شيء يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق البجر فاستيقظا فشربا غبوقهما، هذا عمل صالح من أجل الأعمال، إنه صورة رائعة من بر الوالدين، قال الرجل بعد أن ذكر هذا العمل في دعائه: اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه، الله أكبر ما أعظم الإخلاص، وما أعظم البر، إنه أدى حق الله إنه بر والديه إخلاصاً لله عز وجل ورغبةً فيما عنده، وطاعةً لأمره جل في علاه، فكان أن فرج الله تعالى عنهم بعض ما حل بهم من الكربة والمصيبة فانفرجت هذه الصخرة شيئاً لا يستطيعون الخروج منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر: اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني تألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها أي: تمكن منها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، يقول الرجل: فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أدي إلي أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون، فالدعاء بالأعمال الصالحة لاسيما الإخلاص من أعظم ما يدرك به الإنسان المطلوبات، إذا دعوت أيها المبارك وأيتها المباركة إذا دعوتم الله عز وجل فاذكروا في دعائكم ما تعلمون من أعمالكم الصالحة التي كانت خالصةً لله عز وجل وأملوا الجواب فإنه سبحانه وبحمده سميع قريب مجيب الدعوات.

اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، خذ بنواصينا إلى ما تحب وترضى، واصرف عنا السوء والفحشاء، واجعلنا من عبادك وأوليائك يا رب العالمين، إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فإني قريب، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات95496 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات91246 )

مواد مقترحة

452. Jealousy
8216. مقدمة.
8275. مقدمة