×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

رمضانيات / برامج رمضانية / فإني قريب / الحلقة (17) أوقات إجابة الدعاء

مشاركة هذه الفقرة Facebook Twitter AddThis

تاريخ النشر:الاثنين 22 ربيع الأول 1447 هـ - الاثنين 15 سبتمبر 2025 م | المشاهدات:63

الحمد لله رب العالمين، أحمده حق حمده لا أحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه، صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد:

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فإني قريب، في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى سنتناول بعض الأوقات التي ترجى فيها إجابة الدعوات.

أيها الإخوة والأخوات! سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله فقالوا: أقريب فنناجيه، أم بعيد فنناديه، فجاء الجواب من الله عز وجل في قوله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ))[البقرة:186]، وهذه الآية الكريمة تفيد أن الله تعالى قريب من الداعي في كل وقت، قريب من الداعي في كل حال، قريب من الداعي في كل موضع، ذلك أن الله تعالى لم يقيد قربه من العبد لا في زمان، ولا في مكان، فهو القريب من عبده في كل حال جل في علاه، « إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته »، هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من قصد الله عز وجل في كل وقت وفي كل زمان وفي كل موضع فإنه يرجى أن يجد رباً قريباً مجيباً سبحانه وبحمده، ومع هذا فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث عديدة عن إجابة الدعوات في بعض الأوقات وذاك مزيد فضل وإحسان، فينبغي للمؤمن أن يتحرى تلك الأوقات، وأن يجتهد في الدعاء فيها رجاءً أن تجاب دعوته، وأن يحصل مأموله، من ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء »، وفتح أبواب الجنة الثمانية مؤذن بعظيم الأجر وأن الدعاء مستجاب في هذه الحال.

ومن أوقات إجابة الدعاء أيضاً: ما جاء في السنن من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثنتان لا تردان أو قل ما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا »، فهذان وقتان من أوقات إجابة الدعاء، الوقت الأول: عندما ينادى للصلاة، والوقت الثاني: عندما تلتحم الصفوف وتلتقي السيوف في الجهاد في سبيل الله.

ومن أوقات الإجابة أيضاً ما رواه أحمد وأصحاب السنن من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا »، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الدعاء لا يرد في هذا الوقت، ثم ندب إلى الدعاء وذاك أنه وقت ترجى فيه إجابة الدعاء، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الداعي في المسجد أو في غيره، فإن الدعاء بين الأذان والإقامة حيثما كان الإنسان ترجى إجابته، ويندرج في قول النبي صلى الله عليه وسلم: « الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة ».

ومن أوقات إجابة الدعاء: الدعاء في السجود فإنه قد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث عبد الله بن عباس: « وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم »، أي: جدير أن يستجاب لكم، وحري أن يتقبل الله تعالى منكم دعواتكم ويبلغكم نوالكم، ويعطيكم مسائلكم.

ومن أوقات إجابة الدعاء: الدعاء في أدبار الصلوات في آخرها قبل السلام، فقد روى الترمذي وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه صلى الله عليه وسلم فلما جلست بدأت بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعوت لنفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « سل تعطه، سل تعطه ».

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يصلي فمجد الله وحمده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أدعوا تجب، وسل تعطى »، فأدبار الصلوات لاسيما المكتوبات من مواطن إجابة الدعاء، جاء في الترمذي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله أي دعاء أسمع؟ أي: أي الدعاء أقرب إلى الإجابة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: « جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات »، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن دبر الصلوات وهو آخرها من أوقات إجابة الدعوات.

ومن أوقات إجابة الدعوات: ثلث الليل الآخر، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له »، وهذا يفيد أن الدعاء في ثلث الليل الآخر من أرجى مواطن إجابة الدعاء، فإن فيه قرب الله تعالى من عباده بنزوله جل في علاه إلى السماء الدنيا، وبعرضه السؤال والطلب، والمسألة على عباده بقوله: « من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فاغفر له »، وهذه هي الساعة التي جاء الخبر عنها فيما رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن في الليل لساعة ً لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة ».

إن من الأوقات التي ترجى فيها إجابة الدعاء: ليلة القدر، تلك الليلة العظيمة التي قال فيها جل وعلا: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ )) * ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ )) * ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ )) * ﴿ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ))[القدر:2-5]^.

روى الترمذي وأصحاب السنن من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول؟ قال صلى الله عليه وسلم: « قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني »، فأفاد الحديث أن الدعاء في تلك الليلة له مزية على سائر الليالي.

إن من الأوقات التي ترجى فيها الإجابة: ساعة يوم الجمعة، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: « فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها »، وقد اختلف العلماء رحمهم الله في تعيين ساعة الجمعة التي يعطي الله تعالى فيها السائلين، ويجيب الداعين على أقوال عديدة أقربها قولان:

الأول: أنها من ساعة دخول الإمام للخطبة حتى تقضى الصلاة، جاء ذلك فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة »، فكل هذا الوقت ترجى فيه تلك الساعة سواءً كان في سجوده، أو بين الخطبة والصلاة، أو بين الخطبتين، كل ذلك مما ترجى أن تكون فيه الساعة.

أما القول الثاني في تعيين وقت هذه الساعة: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن في الجمعة لساعةً لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر »، وقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه عند أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يوم الجمعة اثنا عشر ساعة فيها ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر ».

ومن أوقات إجابة الدعاء: الدعاء عند قبض روح الميت، فقد جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه صلى الله عليه وسلم ثم قال: « إن الروح إذا قبض تبعه البصر »، فضج ناس من أهله فقال:« لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون »، ثم قال صلى الله عليه وسلم: « اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه ».

أيها الإخوة والأخوات هذه جملة من الأحاديث التي تضمنت بعض الأوقات التي ترجى فيها إجابة الدعوات، فلنجتهد في دعاء الله تعالى في كل حين، فإذا وافقنا تلك الأوقات فلنجتهد في دعاء الله تعالى بخيري الدنيا والآخرة، وخير ما تسأله الله تعالى في أوقات إجابة الدعوات أن تكثر من قول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

إلى أن ألقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فإني قريب، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات95496 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات91246 )

مواد مقترحة

452. Jealousy
8216. مقدمة.
8275. مقدمة
12208.