×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

رمضانيات / برامج رمضانية / فإني قريب / الحلقة (21) دعاء الفاتحة

مشاركة هذه الفقرة Facebook Twitter AddThis

تاريخ النشر:الاثنين 22 ربيع الأول 1447 هـ - الاثنين 15 سبتمبر 2025 م | المشاهدات:530

الحمدُ للهِ حمْدً كثيراً طيِّباً مُباركاً فيهِ, كَما يحبُّ رَبُّنا ويرضاهُ, أحمدُهُ لهُ الحمدُ كلهُ,أولُهُ وآخرهُ, ظاهرهُ وَباطنهُ, لا أُحْصِي ثَناءً عليهِ هُوَ كَما أَثْنَى عَلَى نفْسِهِ , وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إلَّا اللهُ , إلهُ الأولينَ والآخرينَ , لا إلهَ إِلَّا هُوَ الرحمنُ الرحيمُ , وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ , خيرتهُ مِنْ خلقِهِ , بعثهُ اللهُ بِالهدَى ودينِ الحقِّ بينَ يدَيِ الساعَةِ بَشِيرا ًونذِيرا,ً وَداعِياً إليهِ بإذنِهِ وَسِراجاً مُنيراً , بلَّغَ الرسالةَ  ,وأَدَّى الأَمانةَ , ونصحَ الأُمَّةَ , وجاهَدَ في اللهِ حقَّ جِهادهِ حَتَّى أتاهُ اليقينُ وهُوَ علَى ذلِكَ ,وصلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وصحبهِ ومَنِ اتبعَ سنتهُ بإحْسانٍ إِلَى يوْمِ الدِّينِ , أَمَّا بعْدُ : السَّلامُ عليكُمْ وَرحمةُ اللهِ وبركاتهُ وأَهْلاً وسَهْلاً بكُمْ أَيُّها الإخوةُ والأخواتُ , في هذهِ الحلقةِ الجديدةِ مِنْ برنامجكمْ فإني قريبٌ ,في هذهِ الحلقةِ إِنْ شاءَ اللهُ تعالَى نقِفُ مَعَ أعظمِ الأدعيةِ في أعظمِ السُّورِ إنهُ دُعاءُ الفاتحةِ , تلْكَ السورةُ العظيمةُ فَهِيَ أعظمُ سُورةٍ في القُرآنِ العظيمِ جاءَ في صَحيحِ الإِمامِ البخاريِّ عَنْ أَبي سعيدِ ابنِ المعلَّا – رَضِيَ اللهُ عنهُ – قالَ كنتُ أُصَلِّي فمرَّ بي رسولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عليهِ وصحبهِ وسلَّمَ - ,فدعاني فلمْ آتهِ حتىَّ صليتُ ثمَّ أتيتهُ فَقالَ ما منعكَ أنْ تأْتيني ,ألم يقلِ اللهُ تَعالَى ( ياأَيُّها الَّذينَ آمنُوا استجيبُوا للهِ ولرسولِهِ إِذا دَعاكُمْ لما يحيكمْ ) ثمَّ قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأَبي سعيدٍ : لأعلمنَكَ أَعْظمَ سُورةٍ في القُرآنِ قبْلَ أنْ أخرجَ فذَهَبَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ليخرجَ ,فذكرتُ لهُ ذلِكَ أَي ذكَّرهُ بما وعدهُ بِهِ مِنْ أنهُ سيعلمُهُ أعظمَ سورةٍ في القُرآنِ قبلَ أَنْ يخرجَ مِنَ المسجدِ , فَقالَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ هِيَ السبعُ المثانى والقرآنُ العظيمُ الَّذي أوتيتهُ إِنَّ سُورةَ الفاتحةِ تضمَّنَتْ أعظمَ الأَدعيةِ إنهُ سُؤالُ اللهِ تَعالَى الهاديةُ إِلَى الصِّراطِ المستقيمِ وَمما يبينُ عظيمَ منزلةِ دُعاءِ الفاتحةِ وَشريفَ مُقامهِ ورفيعَ قدرهِ أَنَّ اللهَ تَعالَى فرضهُ علَى المصلينَ فقدْ جاءَ في الصحيحينِ مِنْ حديثِ عُبادةَ ابنِ الصَّامِتِ – رَضِيَ اللهُ عنهُ – أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ :لا صَلاةَ لمنْ لم يقرأْ بِفاتحةِ الكتابِ وَفي رِوايةٍ لا  صلاةَ لمنْ لم يقرأْ بأُمِّ القُرآنِ ) وَ(جاءَ في صحيحي الإِمامِ مُسلِمٍ مِنْ حَديثِ العلاءِبْنِ عبدِ الرَّحمنِ عنْ أبي هُريرةَ - رَضِيَ اللهُ عنهُ – (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ مَنْ صَلَّى صَلاةً لم يقرأْ فِيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهِيَ خِداجٌ كررَ ذلِكَ ثَلاثاً صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ) والمرادُ بخداجٍ أَيْ أَنَّها غيرُتمامٍ الناقصةُ ومما يبينُ شريفَ منزلةِ هَذا الدُّعاءِ وعظيمَ قدْرِهِ وكبيرَ نفعهِ أنَّ الملائكةَ عليهِمْ صَلواتُ اللهِ وَسلامهُ يمؤُمنونَ عَلَى دُعاءِ الفاتحةِ جاءَ في الصحيحينِ مِنْ حديثِ أَبي هريرةَ – رَضِيَ اللهُ عنهُ – أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ : ( إِذا أمَّنَ القارئُ فأمِّنُوا فإنَّ الملائكةَ تؤُمنُ فمنْ وافقَ تأمينُهُ تأْمينَ الملائكةِ غفرَ لهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذنبهِ فَدُعاءُ الفاتحةِ دُعاءُ تؤُمِّنُ عليهِ الملائكةُ ومنْ وَافقَ تأمينهُ تأمينَ الملائكةِ حطَّ اللهُ خطاياهُ وغفرَ ذنوبهُ) أيها الإخوةُ والأَخواتُ إِنَّ مما يبينُ منزلةَ دُعاءِ الفاتحةِ أنَّ اللهَ تَعالَى وعدَ الدَّاعِي فيهِ بِالإجابَةِ جاءَ في صَحِيحِ الإِمامِ مسلمٍ منْ حديثِ أَبي هريرةَ - رَضِيَ الله عنهُ - أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ قالَ اللهُ تعالَى: (قسمتُ الصَّلاةَ بيني وعبدِي نصفينِ وَلعبدِي ما سألَ فإذا قالَ العبدُ الحمدُ للهِ قالَ اللهُ تَعالَى حمِدني عبدي وإذا قالَ الرحمنُ الرحيمُ قالَ اللهُ تَعالَى أَثْنَى علَيَّ عَبْدي وإذا قالَ مالِكِ يوْمِ الدينِ قالَ مجَّدَني عَبْدِي فَإِذا قالَ إِيَّاكَ نعبدُ وَإِيَّاكَ نستعينُ قالَ اللهُ تَعالَى هَذا بيني وبينَ عبْدِي ولعِبْدي ما سألَ أَيْ أنهُ وعدهُ بِإجابَةِ سُؤالهِ فَإِذا قالَ إِهْدِنا الصِّراطَ المستقيمَ صِراطَ الَّذِينَ أنعمْتَ عليْهِمْ غيرِ المغْضوبِ عليهِمْ وَلا الضالينَ قالَ هَذا لعبدِي ولعبدِي ما سأَلَ ) إِنَّ مما يُبينُ مَنزلَةَ دُعاءِ الفاتحةِ ضَرُورةُ الإنسانِ إليهِ فَإنهُ ما منْ أَحدٍ إِلَّا هُوَ مُضَّطرٌ إلَى مَضْمُونِ هَذا الدُّعاءِ, هَذا الدُّعاءُ قَدْ تضمَّنَ سؤالَ اللهِ تعالَى الهدايَةَ إِلَى الصَّراطِ المستقيمِ والناسِ كُلُّهمْ مُضَّطرُونَ إِلَى هذهِ المسألْ فإنهُ لا غِنَى بهمْ عنْ هِدايةِ اللهِ تَعالَى بَلِ الهدايةُ يحتاجُها كُلُّ إِنْسانٍ كُلَّ وقتٍ وفي كُلِّ لحظةٍ وَمَعَ كُلِّ تردُّدِ نفَسٍ ومَعَ كُلِّ لمحة عينٍ ونبضِ عِرقٍ كلُّكمْ ضالونَ إِلَّا مَنْ هديتهُ فلَيْسَ بأَحدٍ غِنى عنْ هدايةِ اللهِ كَما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فِيما رواهُ عنِ اللهِ عزَّ وجلَّ يا عِبادي كلكُمْ ضالٌ إلَّا مَنْ هديتُهُ فاستهدُوني أَهْدكُمْ لِذلكَ أَمَرَ اللهُ تَعالَى عِبادهُ كلُّهمْ أَنْ يسأَلُوهُ هِدايتهُمْ الصِّراطَ المستقيمَ كُلَّ يومٍ وليلةٍ في الصَّلَواتِ الخمْسِ وَغيرِها لِعظيمِ طاقتهِمْ وَكثرةِ حاجتهِمْ إلَّا هذهِ الهدايةِ الَّتي لا تصلُحُ الدُّنْيا وَلا تطيبُ الآخرةُ إِلَّا بِها أَيُّها الإخوةُ والأَخواتُ لما كانَ سُؤالُ الهدايةِ إلَى الصَّراطِ المستقيمِ أَجلَّ المطالِبِ وأَعْلَى المرغُوباتِ علمَ اللهُ تَعالَى عِبادهُ كَيفَ يسأَلُونَهُ الهدايةَ إِلَّا الصِّراطَ المستقيمَ وأَمرهُمْ أنْ يُقَدِّمُوا بينَ يديهِ سُؤالهمْ وَطلبهُمْ حمدهُ جَلَّ في عُلاهُ وَالثناءَ عليهِ وتمجِيدَهُ وتقديسهُ ثمَّ ذكرَ عُبوديتهُمْ وَتوحيدهُمْ لهُ بَلْ جَعَلَ ذلِكَ وَسيلةً إلى مطلوبهمْ ومرغوبهِمْ نتوسَّلُ إِليهِ بأَسْمائهِ وَصِفاتهِ نتوسَّلُ إِليْهِ بُعبوديَّتِهِ وَحْدهُ لا شريكَ لهُ وأنَّهُ المستعانُ علَى كُلِّ المطالبِ فَجائتْ سورةُ الفاتحةِ أُمُّ القرآنِ علَى هَذا النحوِ البديعِ من الترتيبِ فَتعالَى اللهُ بحمدهِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ثمَّ ذكرَ مِنْ أَسْمائِهِ وَصِفاتِهِ ما يَتوسَّلُ بِهِ إِلَى المطالِبِ الرحمنِ الرحيمِ, مالكِ يومِ الدينِ, ثمَّ ذكرَ التوسُّلَ إِليهِ بتحقيقِ العُبوديةِ لهُ إِياكَ نعبدُ لا نعبدُ سواكَ وَلا نَرْجُوا إِلَّا إِيَّاكَ وَإِياكَ نستعينُ وَلا نتوجهُ إِلَى غيركَ في طلبِ العوْنِ فلَمَّا فرغَ مِنْ ذكرِ الوسائِلِ جاءَ أَعظمُ المطالبِ اهْدِنا الصِّراطَ المستقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنعمتَ عليهِمْ غيرِ المغْضُوبِ عليهِمْ وَلا الضَّالينَ ولذلِكَ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فِيما رواهُ عنِ اللهِ عزَّ وجلَّ قسمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبْدي نصْفينِ فنصْفُ الفاتحةِ للهِ تمجيداً وَتعْظيماً وتقدِيساً ونصْفُها الآخرُ للعبدِ سُؤالٌ وطَلبا وَهاتانِ الوَسيلتانِ العَظيمتانِ تضمنهُما حديثُ الاسمِ الأَعظمِ الَّذي رواهُ الإمامُ أحمدُ والترمذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عبدِ اللهِ ابْنِ بُريدةَ عَنْ أَبِيهِ قالَ سمعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يقُولُ اللهُمَّ إني أَسألكَ بأَني أَشهدُ أَنكَ اللهُ الَّذي لا إلهَ إِلَّا أنتَ الأَحَدُ الصمدُ الَّذي لم يلِدْ ولمْ  يولَدْ ولمْ يكُنْ لهُ كُفواً أَحدٌ فقالَ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ :وَالذي نفْسِي بيدَهِ لقدْ سألَ اللهَ باسمهِ الأَعظمِ الَّذي إِذا دُعِيَ بِهِ أَجابَ وإذا سئلَ بِهِ أعْطَى قالَ الترمذيُّ حديثٌ صحيحٌ فهَذا توسلٌ إلَى اللهِ تَعالَى بتوحيدهِ وأسمائهِ الحسْنَى وصفاتِهِ العُلَى جلَّ في عُلاهُ فجمعتِ الفاتحةُ هاتينِ الوسيلتينِ وَهُما التوسلُ بحمدِ اللهِ والثناءِ عليهِ وتمجيدهِ وتقديسهِ  والتوسُّلِ إِليهِ بعبوديتهِ وتوحيدهِ ثم جاءَ بعدَ ذلكَ سؤالُ الهدايةِ والهدايةُ المطلُوبُ الَّتي جعَلَ تعالَى اللهُ سؤالها وطَلَبَها فرْضاً كُلُّ أحدٍ هيَ هِدايةُ البيانِ والدلالةِ هِيَ الهدايةُ الَّتي يتميزُ بِهِ الخيرُ منَ الشرِّ وَيعرفُ بِهِ طريقُ النجاةِ وَطريقُ الهلاكِ قالَ تَعالَى (فأَمَّا ثمودُ فهديناهُمْ أَيْ بَيَّنا لهمْ وَأرشدْناهُمْ ودللْناهُمْ فلَمْ يَهْتدُوا ولوْ يَسْلُكُوا الطريقَ المستقيمَ أَمَّا النوعُ الثاني مِنَ الهِدايَةِ المطلوبةِ في هذهِ المسألَةِ فَهِيَ هِدايةُ التوفيقِ هِدايةُ الإلهامِ هِدايةُ العملِ وهِيَ الهدايةُ المستلزمةُ للاهتداءِ والقيامِ بالحقِّ والعملِ بِهِ فَلا يتخلَّفُ عنْها مُقتضاها وهيَ مذكورةٌ في قولهِ جلَّ وعَلا ( يُضلُّ مَنْ يشاءُ ويهْدي مَنْ يَشاءُ ) وفي قولِهِ تعالَى ( إِنْ تحرصْ علَى هُداهُمْ فإنَّ اللهَ لا يهْدِي مَنْ يُضلُّ ) وَفي قولِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( منْ يهْدِ اللهُ فَلا مُضلَّ لهُ ومنْ يُضْللْ فَلا هادِيَ لهُ ) وَفي قولهِ تعالَى ( إنكَ لا تهدِي مَنْ أحببتَ وَلكنَّ اللهَ يهْدي منْ يشاءُ ) وَهِيَ الهدايةُ المنفيةُ في قولهِ تَعالَى (إِنَّكَ لا تَهدي  مَنْ أَحببتَ ) 
فيقولُ اللهُ تعالَى عنْ رَسولهِ الكريمِ هذهِ الهدايةُ مَعَ أنهُ أثبتَ لهُ هِدايةَ الدعوةِ وهدايةِ البيانِ وَالإرشادِ فَقالَ جلَّ في عُلاهُ وَإِنَّكَ لتهدي إِلَى صِراطٍ مستقيمٍ فكُلُّ مَنْ قالَ إهدنا الصراطَ المستقيمَ فإنهُ يسألُ اللهَ تَعالَى أَنْ يبينَ لهُ هَذا الصراطَ وأَنْ يوضِّحَ لهُ مَعالمهُ وأنْ يَدلَّهُ عَلَى كيفيةِ سُلُوكهِ وكيفيةِ السيرِ فيهِ كَما أنَّهُ يسألُ اللهَ تعالَى أنْ يُعطىَ في قلبهِ محبةَ هَذا الطريقِ وأَنْ يوفقهُ إِلَى سُلوكهِ وأَنْ يلهمَهُ السرَّ فيهِ وأنْ يثبِّتَهُ عليهِ فَهذا نوعٌ آخرُ منَ الهدايةِ غيرِ النوعِ الأولِ وبهاتينِ الهِدايتينِ تحصلُ سعادةُ الدُّنيا وفوزُ الآخرةِ أَيُّها الإِخوةُ والأَخواتُ إِنَّ المؤمِنَ محتاجٌ إِلَى اللهِ تعالَى في كُلِّ لحظةٍ أنْ يُوفقهُ إِلى الصراطِ المستقيمِ وأَنْ يهديهُ السبيلَ القويمَ وأَنْ يثبتهُ عليهِ ولذلِكَ لايقولَن أحدٌَّ ألم يهْدِنا إِلَى اللهِ فَلِماذا نسألهُ الهِدايةَ إننا محتاجُونَ إِلَى الهدايَةِ في كُلِّ لحظةٍ مَعَ كُلِّ لحظٍ ومعَ كلِّ نبضٍ عرقٍ نحنُ محتاجُونَ إلَى هِدايةِ اللهِ تَعالَى وهِدايةُ اللهِ تَعالَى بِها يخرجُ الإِنْسانُ مِنَ المضايِقِ وَبها يُدرِكُ سعادةَ الدُّنيا وَفوزَ الآخرةِ وَبها يرى الحقائِقَ وَينْجُوا مِنَ المهالِكِ وَالمعاطِفِ وَهَذا أكملُ الناسِ هِدايةُ نبيِّنا محمدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ يُكرِّرُ دُعاءَ الفاتحةِ في كُلِّ قرائةٍ يسألُ اللَه تعالَى هِدايةَ فوقَ الهِدايةِ الَّتي هُوَ فِيها يسألهُ المزيدَ مِنْ ذلِكَ والثباتَ عليهِ فإِنَّ سُؤالَ المهْتِدي لِلهدايةِ هُوَ سُؤالُ اللهِ تَعالَى أَنْ يثبتَهُ عَلَى ما هُوَ عليهِ مِنْ خيرٍ وأنْ يزيدهُ منهُ وأَنْ لا يُضنيهِ في لحظةٍ مِنَ اللَّحظاتِ وَلا في طرفةِ عينٍ مِنْ هِدايتِهِ وَتوفيقِهِ وَتسديدهِ وَإِعانتِهِ وَاللهِ لوْلا اللهُ ما اهْتديْنا وَلاتصدَّقْنا وَلا صلَّيْنا فكُلُّ أَعْمالِنا الصَّالحةِ وكُلُّ خيرٍيكمنُ مِنَّا إنَّما هُوَ بِتوفيقِ اللهِ تَعالَى وهِدايتِهِ فأَسألُ اللهَ المزيدَ مِنْها وأَنْ يُثبِّتَنا عليها أَمَّا الصراطُ المستقيمُ الَّذي تضمنهُ هَذا الدُّعاءُ فهُوَ دينُ الإِسْلامِ بِما فيهِ مِنَ العقائدِ والأَحْكامِ إِنَّهُ صِراطٌ مستقيمٌ يوصلُ الناسَ إلَى سعادةِ الدُّنيا وفوزِ الآخرةِ إنهُ يوصلهُمْ إِلَى اللهِ تَعالَى وَلشريفِ منزلةِ هَذا الصراطِ فإنَّ اللهَ تَعالَى أَضافهُ إليهِ قالَ اللهُ تعالَى وأنَّ هَذا صِراطِي مُستقيما فاتبعُوهُ ولا تتبعُوا السبلَ فتتفرقَ بكُمْ عنْ سبيلهِ وَقالَ تعالَى ( وإِنَّكَ لتهْدِي إِلَى صِراطٍ مستقيمٍ صراطِ اللهِ الَّذِي لهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ إلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الأُمُورُ) فهوَ صراطُ اللهِ هُوَ الطريقُ الَّذِي شرعهُ لَنا لنصِلَ بِهِ إِليهِ جلَّ في عُلاهُ فالأَنبياءُ كلهمْ جاءُوا بهِ معرَّجِينَ وَإِليهِ داعِينَ وعَلَى هَذا الصراطِ دالينَ اللهُمَّ اسلُكْ بِنا صراطكَ المستقيمَ وثبِّتنا عليهِ ياربَّ العالمينَ إِنَّهُ صراطُ الذينَ أَنْعمَ اللهُ عليهِمْ مِنْ أوليائِهِ مِنَ النبيينَ وَالصديقينَ وَالشُّهداءِ وَالصَّالحينَ وَحَسُنَ أُولائِكَ رَفِيقا وَكُلُّ مَنْ خرجَ عَنْ هَذا الصِّراطِ فَهُوإِمَّا مِنَ المغْضُوبِ عَليهِمْ وَإِمَّا مِنَ الضالينَ المغضُوبِ عليهمْ هُمْ أُولائِكَ الَّذِينَ عَرَفُوا الهدى وعرفُوا الطريقَ الموصلَةَ إِلَى اللهِ إِلَّا أَنَّهُمْ عمُوا عنهُ وتلَكَّأُوا عنْ سُلوكهِ وأَعْرضُوا عنهُ فأُولئكَ مَغضُوبٌ عليهمْ وأَمَّا الضَّالُّونَ فهُمْ قومٌ لم يَعْرِفُوا الطريقَ الموصِلَ إِلَى اللهِ عزَّ وجلَّ عمتْ بصائرهُمْ وَعميتْ أبْصارُهُمْ عنْ مَعْرِفَةِ الهدايَةِ وَسُلوكِ طريقِها أيُّها الإخوةُ والأَخواتُ تأَمَّلُوا هَذِه المعاني فَإِن تأمُّلَ وتدبُّرَ آياتِ الحكيمِ يفتحُ للمرْءِ أبوابا مِنَ الخيرِ كثيرةً ويهديهِ إِلَى السبيلِ القويمِ وَالطريقِ المستقيمِ فتدبَّرُوا القُرْآنَ إِنَّ ردة الهدَى فالحقُّ تحتَ تدبُّرِ القُرآنِ اللهُمَّ ألهمْنا رُشْدنا وقِنا شرَّ أَنْفُسِنا أَعِنَّا علَى طاعَتِكَ اسْلُكْ بِنا سبيلَ أَوليائِكَ إجعلْنا ممنْ وُفِّقَ إِلَى صِراطِكَ المستقيمِ عِلْما وعَمَلًا إِلَى أَنْ نَلْقاكُمْ في حَلْقَةٍ قادِمَةٍ منْ بَرنامجكُمْ فَإِنِّي قَريبٌ أَسْتودعُكُمُ اللهَ الَّذي لا تَضِيعُ ودائعهُ والسَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات96131 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات91882 )

مواد مقترحة

452. Jealousy
8216. مقدمة.
8275. مقدمة
12132.