الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ أحمدهُ حقَّ حمدهِ لا أُحصِي ثناءً عليهِ هُوَ كَما أثْنَى علَى نفسهِ وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلا اللهُ إلهُ الأولينَ والآخرينَ لا إلهَ إلا هُوَ الرحمنُ الرحيمُ وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولهُ صفيهُ وخليلهُ خيرتهُ من خلقهِ اللهمَّ صلِّ علَى محمدٍ وعلَى آلِ محمدٍ كَما صليتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ إنكَ حميدٌ مجيدٌ أما بعدُ : فالسلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ أهلا ًوسهْلا ً بكمْ أيُّها الإِخوةُ والأخواتُ وحياكمُ اللهُ في هذهِ الحلقةِ الجديدةِ مِنْ بَرنامجكمْ فَإِنِّي قريبٌ , في هذهِ الحلقةِ نتناولُ شَيْئاً مِنْ أدعيةِ الأَنبياءِ الَّتي ذكرَها اللهُ تَعالَى في القُرآنِ فإِنَّ اللهَ قدْ قصَّ مِنْ خبرِ الأنبياءِ وأدعيتهِمْ ما ينبغِي أنْ يتوقَّفَ عندهُ المؤمنُ أَدعيةُ الأَنبياءِ أقربُ الأَدعيةِ حصُولاً , أدعيةُ الأَنْبياءِ أعظمُ الأدعيةِ أجْراً وثَواباً , أدْعيةُ الأَنبياءِ أبعدُ الأَدعيةِ عنِ الاعتداءِ في الدُّعاءِ إِلَّا ما نبهَ اللهُ تعالَى عليهِ كَما جَرىَ مِنْ نوحٍ عليهِ السلامُ عندَما قالَ ربي إنَّ ابْني مِنْ أَهلي وإنَّ وعدكَ الحقُّ وأنتَ أَحكمُ الحاكمينَ فقالَ اللهُ تعالَى ( يا نوحُ إنهُ ليسَ مِنْ أهلكَ إنهُ عملٌ غيرُ صالحٍ فَلا تسألْنِ ما ليسَ لكَ بهِ علمٌ إني أعظُكَ أن تكونَ منَ الجاهلينَ ) ومِنْ ذلكَ ما قصهُ اللهُ تعالَى مِنْ دعاءِ إبراهيمَ لأبيهِ الَّذي كانَ علَى الشركِ والكفرِ فنهاهُ اللهُ تَعالَى عنهُ فلَمَّا تبينَ لهُ أنهُ عدوٌ للهِ تبرأَ منهُ وكفَّ عنِ الدُّعاءِ لهُ , مِنْ أدعيةِ الأنبياءِ الَّتي قصَّها اللهُ تَعالَى في كِتابهِ دعاءُ آدمَ وحواءُ عليهِما السلامُ فإنَّ اللهَ تعالَى قدْ قصَّ في كتابهِ ما كانَ منهُما حيثُ نهاهُما اللهُ تَعالَى بعدَ أَنْ أدْخلَهُما الجنةَ أنْ يَقرَبا شجرةً فيها وحواءُ مِنَ الجنةِ فتلقَّى أدمُ مِنْ ربهِ كلماتٍ فتابَ عليهِ إنه هُو التوابُ الرحيمُ وقدْ قالَ جماعةٌ منَ المفسرينَ إِنَّ الكلماتِ ( قالَ اللهُ تعالَى لآدمَ وحواءَ لا تقرَبا هذهِ الشجرةَ فتكُونا منَ الظالمينَ * فوسوسَ لهُما الشيطانُ ليبديَ لهما ما وُوريَ عنهُما مِنْ سَؤاتهِما) ثم جَرى ما جرَى منْ إِخْراجِ اللهِ تَعالَى آدمَ وحوَّاءَ مِنَ الجنةِ فتلقَّى آدمُ منْ ربهِ كلماتٍ فتابَ عليهِ إنهُ هُوَ التوابُ الرحيمُ وقد فسَّرها جمعٌ منَ المفسِّرينَ إِنَّ الكلِماتِ الَّتي تلقَّاها آدمُ عليهِ السلامُ وتابَ اللهُ عليهِ بِها قولهُ في عُلاهُ ربَّنا ظلمْنا أنفُسَنا وإنْ لم تغفرْ لَنا وترحمنا لنكونَنَّ مِنَ الخاسرينَ هَذا الدُّعاء العظيمُ علَى وجازةِ ألفاظهِ وَاخْتصارِ كلماتِهِ إِلَّا أنَّهُ مِنْ أجمعِ الدُّعاءِ في التوبةِ والأوبةِ إِلَى اللهِ تعالَى كيفَ لا وقدْ تابَ اللهُ تعالَى علَى آدمَ بهِ حينَ قالَ ربَّنا ظلمْنا أنفسَنا وإنْ لم تغفرْ لَنا وترحمْنا لنكونَنَّ منَ الخاسرينَ , إنَّ هذا الدُّعاءَ افتُتِحَ بِالتوسُّلِ إِلَى اللهِ تعالَى بالربوبيةِ وهكَذا غالبُ أدعيةِ القُرآنِ مفتتحةٌ بالروبيةِ والإفتتاحِ بِالربُوبيةِ هُوَ توسُّلٌ إلَى اللهِ تعالَى بأنهُ ربُّ العالمينَ أنهُ الخالقُ أنهُ المالكُ أنهُ الرازقُ أنهُ المدبرُ أنهُ مَنْ يُوصلُ إِلَى عبادهِ كُلَّ برٍّ أنَّ كلَّ خيرٍ في الكونِ إِنَّما هُوَ منهُ جلَّ في علاهُ ربَّنا فليسَ لَنا غيرُك ليسَ لَنا إلهٌ سواكَ ليسَ لنا خالقٌ غيركَ فنرجوهُ ليسَ لَنا خالقٌ غيركَ نتوجهُ إليهِ إنما نحنُ بكَ ونحنُ إِليكَ فكُنْ لَنا ربَّنا في مسألتِنا وحاجتِنا ربَّنا ظلمْنا أنفُسَنا وهذا ثاني ما توسَّلَ بهِ آدمُ عليهِ السلامُ , توسلَ بحالهِ والإقرارِ بالذنبِ فإنَّ الإقرارَ بالذنبِ أعظمُ ما يوصِلُ العبدَ إلَى رحمةِ الربِّ جلَّ في عُلاهُ وقدْ جاءَ التوسلُ إِلَى اللهِ تعالَى بالإقرارِ بالذنوبِ في جملةٍ من الأدعيةِ فهَذا نبيُّ اللهِ مُوسى علَيهِ السلامُ يقولُ : ربِّ إني ضلمتُ نفْسِي فاغفِرْلي فغفرَ لهُ إنهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ ) ( وقالَ جلَّ وعَلا عنْ يونسَ أنهُ قالَ : لاإلهَ إِلا أنتَ سبحانكَ إِني كنتُ منَ الظالمينَ ) إِنَّ الاعترافَ بالذنبِ مُوجبٌ لمغفرةِ الربِّ جلَّ في عُلاهُ ولذلكَ جاءَ في سيِّدِ الاستغفارِ الَّذِي جمعَ معانيَ الاستغفارِعلَى أعلَى ما يكونُ مِنَ الكَمالِ ( قوْلُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ اللهُمَّ : أنتَ ربي لا إلهَ إِلَّا أنتَ خلقتَني وأَنا عبدُكَ وأَنا علَى عهدكَ ووعدكَ ما استطعتُ أعوذُ بكَ مِنْ شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذنْبي فإن لمْ تغفرْلي وترحمْني لأَكونَنَّ مِنَ الخاسرينَ إِنَّ سيِّدَ الاستغفارِ قدْ طابَقَ هَذا الدُّعاءَ وإِنْ كانَ أوسعَ منهُ ألفاظاًَ لكنهُ طابقَ هَذا الدعاءَ في مضمونهِ وَما توسلَ بهِ ( يقولُ آدمُ :عليهِ السلامُ ربَّنا ظلمْنا أنفسَنا بِما كانَ مِنَّا مِنْ سيءِ العملِ , بما كانَ مِنَّا مِنْ تقصيرٍ) فظُلْمُ النفسِ يقعُ مِنْ تقصيرِ العبدِ في حقِّ اللهِ تعالَى إِمَّا بتركِ ما فرضهُ اللهُ تعالَى وأوجبهُ عليهِ وإِمَّا بإنتهاكهِ وتورطُهِ فِيما حرمهُ اللهُ تعالَى عليهِ ربَّنا ظلمْنا أنفسَنا إِنَّ ما وقعَ مِنَّا منْ خَطأٍ لا يضرُّكَ ياربُّ إنَّنا نحنُ المتضررونَ منهُ وَلِذلِكَ أَعادَ الظُّلْمَ علَى نفسهِ لأنَّها جِنايةٌ منهُ عليْها وإِنْ لمْ تغفِرْ لَنا وترحمْنا لنكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ وإنْ لم تغفِرْ لَنا وترحمْنا لنكونَنَّ مِنَ الخاسرينَ إنهُ توسلَ إلَى اللهِ تعالَى في حصُولِ هذيْنِ المطلُوبينِ المغفرةِ والرحمةِ إنهُ توسلٌ مِنَ اللهِ تعالَى في حصُولِ هذيْنِ المطلُوبيْنِ المغفرةِ والرحمةِ بعظيمِ الفقْرِ إليهِ وكبيرِ الهلاكِ الَّذي يدركُ الإِنسانَ إنْ لم يحصِّلْهُما وإنْ لم تغفِرْ لَنا أيْ تتجاوزَ عنْ سيءِ عملِنا وإن لم تسترْهُ وتُعقِبْ علَى ذلكَ منْكَ رحمةً فإنَّنا سننضمُّ إلى فريقِ الخسرانِ لنكونَنَّ منَ الخاسرينَ هَذا الدُّعاءُ علَى وَجازتهِ إلَّا أنهُ يمثلُ قاعدةً فِيما ينبغِي أنْ يحرِصَ عليهِ المؤمنُ في دُعائِهِ أنْ يكونَ الدعاءُ مختصَراً أن يكونَ الدعاءُ متضمِّنا ً التوسُّلَ بعظيمِ صِفاتهِ جلَّ وعَلا أنْ يتوسلَ العبدُ إلَى اللهِ تعالَى بفقرهِ إليهِ فإنَّ أعظمَ ما تنالُ بهِ العَطايا إِظْهارَ الافتقارِ إلَى ربِّ البرايا سُبحانهُ وبحمدهِ , إِنَّ مما احتواهُ هذا الدعاءُ منْ مُوجباتِ الإجابةِ أنْ يُقرَّ العبدُ بخطئهِ وتقصيرهِ وما كانَ مِنْ ذنبهِ فإنَّ ذلكَ مُؤْذنٌ بمغفرةِ ربهِ أيُّها الإخوةُ والأَخواتُ مِنَ الأدعيةِ النبويةِ الَّتي قصَّها اللهُ تعالَى في كتابهِ ما أخبرَ بهِ منْ دُعاءِ نوحٍ عليهِ السلامُ نوحٌ أَوَّلُ رسولٍ أرسلهُ اللهُ تَعالَى علَى الأرضِ بعثهُ اللهُ تَعالَى علَى حينِ فترةٍ مِنَ الرسُلِ وَانْغماسٍ منَ السبلِ انقطعتِ الهداياتُ فكانَ الناسُ أَحوجَ ما يكونونَ إِلَى مَنْ يخرجهُمْ مِنَ الظُّلماتِ إِلَى النورِ منْ يُعيدهُمْ إِلَى الجادَّةِ والتوحيدِ بعثَ اللهُ تَعالَى نوحًا إلى قومِهِ فدعاهُمْ ليلاً ونهارًا , وسِراً وجِهاراً ,وامتدَّ ذلكَ سنواتٍ طويلةً , وامتدَّ ذلِكَ لمئاتِ السنينِ يدعوهمْ إلا أنهمْ أبَوْا فلَمَّا استحْكمَ عليهِمُ , الضلالُ سأَلَ اللهَ تعالَى أنْ ينصرَهُ عليهِمْ فقالَ ( ربِّ انصرْني بما كذبونِ ) يستنصِرُ بِاللهِ عزَّ وجلَّ ويتوسَّلُ إليهِ جلَّ وعَلا بأمرينِ الأمرِ الأولِ : برُبوبيتهِ وأنهُ مالكُ الملكِ جلَّ في عُلاهُ , وأنهُ المصرفُ المدبرُ الخالقُ سُبحانهُ وبحمْدِهِ , ويوصُل إِليهِ بأَنَّهمْ رَدُّو شرعتهُ وأوُذُوا أَولِيائَهُ وَاللهُ تَعالَى يَأْبىَ أَنْ يُظهِرَ الكُفَّارَ عَلَى أَوْليائِهِ , يَأْبىَ أنْ يُعادَى لهُ وَلِياًّ , يأْبَى أَنْ يُؤْذَى لهُ وَليٌّ سُبحانَهُ وبحمْدِهِ رَبِّ انصُرْني بِما كَذَّبُونِ فَجائَهُ الفرجُ وَجاءَ تَفصيلُ هذهِ الدَّعْوةُ فِيما قصَّهُ اللهُ تَعالَى في سُورةِ نوحٍ ( قالَ نُوحٌ ربِّ لا تذَرْ علَى الأرْضِ مِنَ الكافرينَ دَيَّارا *إِنكَ إِنْ تذرهُمْ يضُلُّوا عِبادكَ وَلا يلِدُوا إِلَّا فاجِراً كافراً ) فسأَلَ اللهَ تَعالَى أَنْ يُطَهِّرَ الأرْضَ مِنْ أهْلِ الكفْرِ وَالفَسادِ الَّذينَ أبَوْا هِدايةَ اللهِ تَعالَى وأظْهَرُوا في الأرْضِ الفَسادَ ,وبَغْوا بإِضْلالِ الناسِ , وأَصَرُّوا عَلَى الكُفْرِ بِاللهِ تَعالَى فكانَ الطُّوفانُ الَّذِي عمَّ الأَرْضِ فأَغْرقَ مَنْ فِيها مِنْ أَهْلِ الكفْرِ كَما قالَ نوحٍ لابنهِ : (يا بُنَيَّ اركبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الكافرينِ * قالَ سآوِي إِلَى جبلٍ يَعْصِمني قالَ لا عاصِمَ اليوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مِنْ رَحِمَ اللهُ وَحالَ بينهُما الموجُ فكانَ مِنَ المغرقينَ ) اللهُ أَكبرُ إنهُ انْتصارُ اللهِ تَعالَى لأَوليائِهِ وعبادهِ الصَّالحينَ الصادقينَ الصَّابرينَ الثابتينَ , ومما قصَّهُ اللهُ تَعالَى مِنْ دُعاءِ نوحٍ عليهِ السلامُ قولهُ ربِّ اغفِرْلي وَلوالِدَيَّ وَلمنْ دخلَ بيتيَ مُؤْمِناً وللمؤمنينَ والمؤمِناتِ هَكَذا يسألُ اللهَ تعالَى في توسُّلٍ إليهِ بُربُوبيتهِ أَنْ يغفِرَ لهُ , وإِنهُ لمنَ العَجَبِ العُجابِ أَنْ يسألَ المغفرةَ أُولي العزمِ مِنَ الرسُلِ تاللهِ ما أعلمهمْ باللهِ إنهمْ علمُوا قدَرَ اللهِ تَعالَى وبهِ عرفُوا عظيمَ التقصيرِ الَّذي عليهِ حالُ الإِنْسانِ فَما كانَ منهُمْ إِلَّا أنْ جأَرُوا إلَى اللهِ تعالَى طالِبينَ منهُ المغفرةَ ,ربِّ اغفرلي بَدأَ بنفسهِ قبلَ غيرهِ ثمَّ قالَ وَلوالِدَيَّ وهُمْ أخصُّ الناسِ بهِ وأَعظمُ الناسِ حَقَّاً ولوالدِيَّ , ولمنْ دخَلَ بيْتيَ مؤْمِناً وللمُؤمنينَ وَالمؤمناتِ ولمنْ دخَلَ بيْت مُؤْمِناً فتعليمُ بَعْدَ تَخصيصِ إنهُ دُعاءٍ لكلٍّ مُؤْمِناً دخَلَ بيتيَ نوحٍ عليهِ السلامُ ثُمَّ يأْتي العُمُومُ الواسِعُ لِيشملَ المؤمنينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخرينَ وللمؤمنينَ وَالمؤمناتِ ما أَجملَ هَذا الدُّعاءَ في ترتيبهِ ونظْمِهِ وَفي مَضْمُونهُ وكَلماتهِ إنهُ مِنْ أَدعيةِ أُولِي العزمِ مِنَ الرُّسُلِ منهُ نتعلَّمَ ومَنهُ نستفِيدُ كيفَ نَسألُ اللهِ تَعالَى وما الَّذِي ينبغِي أَنْ تتوفَّرَ الهممُ في سُؤالهِ وطلَبِهِ منَ اللهِ إِنَّ مِنْ أعظمِ ما يحتاجُهُ الناسُ في أَسأَلتهِمْ وأَدعيتهِمْ أنْ يسألُوا اللهَ تَعالَى مَغفرةَ الذُّنوبِ وَحطَّ الخَطايا فسأَلَ اللهُ تَعالَى المغفرةَ يتضَمَّنُ طلبَ محوَ السيئاتِ ومحوَ الخَطايا وَمحْوَ الذُّنوبِ كَما أنهُ يتضمَّنُ طلبَ سترَ ذلكَ وأَلَّا يكْشفَ اللهُمَّ اغفرْ لَنا ذُنُوبَنا كُلَّها دِقَّها وجِلَّها صغيرَها وكبيرَها عَلانيتَها وسِرَّها اللهُمَّ صلِّ عَلَى محمَّدٍ إِلَى أَنْ نلْقاكُمْ في حلقةٍ جديدةٍ منْ بَرنامجكُمْ فَإِنِّي قريبٌ أستودعُكُمُ اللهَ الَّذي لا تضيعُ وَدائِعُهُ والسلامُ عليكُمْ ورَحمةُ اللهِ وَبركاتُهُ






