كيفَ يدخلُ الناسكُ في الإحرامِ؟
يدخلُ بعقدِ القلبِ.
هلْ يحتاجُ معَ ذلكَ شيئًا آخرَ؟
جمهورُ العلماءِ يقولونَ: لا يحتاجُ إلى شيءٍ آخرَ، لا يحتاجُ إلى تلبيةٍ، لا يحتاجُ إلى سَوْقِ هديٍ، لا يحتاجُ إلى عملٍ ولا قولٍ، هكَذا قالَ جمهورُ العلماءِ.
وعلى هَذا إذا عقدَ بقلبِه أنهُ داخلٌ في النُسكِ دخلَ.
هلْ يُشرَعُ لهُ أنْ يقولَ لبيكَ عمرةً وحجًّا، أو لبيكَ حجًّا، أو لبيكَ عمرةً؟ نعمْ، وهَذا ليسَ جهْرًا بالنيةِ ولا تلفُّظًا بها ، إنما هَذا تسميةٌ للنسكِ، لأنَّ الجهرَ بالنيةِ والتلفظَ بها لا دليلَ عليهِ، وهَذا ليسَ جهرًا بها إنما هوَ تعيينٌ للنسكِ، وتعيينٌ للعملِ الذي سيشرَعُ فيهِ أو الذي سيدخلُ فيهِ، ولذلكَ فهوَ يسَنُّ ودليلٌ أنهُ ليسَ تلفظًّا بالنيةِ أنهُ يسنُّ أنْ يكررَ هَذا في أثناءِ نسكِه، يقولُ "لبيكَ عمرةً، لبيكَ حجةً"، كما جاءَ في الصحيحِ أنَّ أبا سعيدٍ رضيَ اللهُ عَنهُ قالَ:"خرَجْنا معَ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- نصرخُ بالحجِّ"،أي نرفعُ أصواتَنا بالحجِّ، لبيكَ حجًّا، لبيكَ عمرةً، وكما قالَ أنسٌ سمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولُ: «لبيكَ حجةً، لبيكَ عمرةً»فهذهِ تسميةٌ للنسكِ وليسَ تلفظًا بالنيةِ.