إنَّ يومَ النحرِ مِن أعظمِ الأيامِ عندَ اللهِ، وقدْ ذهبَ جماعةٌ مِن أهلِ العلمِ إلى أنَّ يومَ النحرِ أفضلُ أيامِ العامِ لحديثِ عبدِ اللهِ بنِ قرطٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالَ: «أفضلُ الأيامِ عندَ اللهِ يومُ النحرِ»، وهَذانِ قولانِ لأهلِ العلمِ: منهُم مَن فضَّل يومَ عرفةَ علَى سائرِ الأيامِ، ومنهُم مَن فضَّلَ يومَ النحرِ على سائرِ الأيامِ.
كلاهُما لهُ فضلٌ مِنْ جهةٍ:
فيومُ عرفةَ لهُ فضلُه في حطِّ الذنوبِ والخَطايا، وكبيرُ الهباتِ والعَطايا، فاللهُ -عزَّ وجلَّ- يُعطِي فيهِ ما لا يُعطي في غيرِه، «ما مِن يومٍ أكثرَ مِن أنْ يعتقَ اللهُ فيهِ عبدًا مِنَ النارِ مِنْ يومِ عرفةَ»، وهذا ليسَ في يومٍ مِن أيامِ السنةِ.
وأمَّا يومُ النحرِ ففضلُه أنهُ يومُ الحجِّ الأكبرِ، فكلُّ يومٍ لهُ فضلٌ مِن جهةٍ، وبهَذا تلتئمُ الأحاديثُ وتجتمعُ؛ فينبَغي للمؤمنِ أنْ يبادرَ في ذلكَ اليومِ إلى طاعةِ اللهِ -عزَّ وجل- وذاكَ بأداءِ ما فُرضَ عَلَيهِ ابتداءً، فأحبُّ ما تقربَ بهِ العبدُ للهِ تعالى ما افترَضَه عَلَيهِ.