السؤالُ:
بعضُ مَن خرجَ مِن عرفةَ تأخرَ في الوصولِ لمُزدلفةَ للساعةِ الحاديةِ عشرَ ليلًا، فهلْ هذا يؤثرُ على حجِّه؟
الجوابُ:
الحجاجُ الذين خرَجوا مِن عرفةَ، وتأخَّرَ وصولُهم لمزدلفةَ؛ لأجلِ تأخُّرِ سياراتِهم، أو غيرِ ذلكَ مِنَ الأسبابِ، لا حرجَ علَيهِم على الراجحِ؛ لأنهُ خارجٌ عَن إرادتِهم، ولأنَّ المقصودَ ليسَ المبيتَ في مزدلفةَ، بَلِ المقصودُ هوَ شهودُ صلاةِ الفجرِ والذكرِ بعدَها، كما يدلُّ علَيهِ حديثُ عروةَ بنِ مضرِّسٍ قالَ: أتيتُ رسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- بالموقفِ ـ يعني بجمعٍ ـ قلتُ: جئتُ يا رسولَ اللهِ مِن جبلِ طيءٍ، أكللتُ مطيَّتي، وأتعبتُ نفسي، واللهِ ما تركتُ مِن حبلٍ إلَّا وقفتُ علَيهِ، فهلْ لي مِن حجٍّ؟ فقالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-: «مَن أدركَ مَعَنا هذهِ الصلاةَ، وأتَى عرفاتٍ قبلَ ذلكَ ليلًا أو نهارًا، فقدْ تمَّ حجُّه، وقضَى تفثَه» رواه أحمدُ (16208)، وأبو داود (1950)، والنسائيُّ (3041)، والترمذيُّ (891)، وابنُ ماجةَ (3016)، وصحَّحَه الترمذيُّ، وابنُ خزيمةَ (2820)، والحاكمُ (1701)، وابنُ دقيقِ العيدِ في الإلمامِ (773)، وابنُ الملقنِ في البدرِ المنيرِ (6/241).