×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

المكتبة المقروءة / فوائد من مجموع الفتاوى / العقيدة / الصفات بين النفاة والمثبتة

مشاركة هذه الفقرة Facebook Twitter AddThis

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"وأهل الإثبات يقولون للنفاة: لو لم يتصف بهذه الصفات لاتصف بأضدادها من الجهل والبكم والعمى والصمم . فقال لهم النفاة : هذه الصفات متقابلة تقابل العدم، والملكة لا تقابل السلب والإيجاب، والمتقابلان تقابل العدم والملكة إنما يلزم من انتفاء أحدهما ثبوت الآخر إذا كان المحل قابلا لهما كالحيوان الذي لا يخلو إما أن يكون أعمى وإما أن يكون بصيرا ؛ لأنه قابل لهما بخلاف الجماد فإنه لا يوصف لا بهذا ولا بهذا . فيقول لهم أهل الإثبات: هذا باطل من وجوه : أحدها أن يقال : الموجودات " نوعان ": نوع يقبل الاتصاف بالكمال كالحي. ونوع لا يقبله كالجماد. ومعلوم أن القابل للاتصاف بصفات الكمال أكمل ممن لا يقبل ذلك . وحينئذ : فالرب إن لم يقبل الاتصاف بصفات الكمال لزم انتفاء اتصافه بها وأن يكون القابل لها - وهو الحيوان الأعمى الأصم الذي لا يقبل السمع والبصر - أكمل منه فإن القابل للسمع والبصر - في حال عدم ذلك - أكمل ممن لا يقبل ذلك . فكيف المتصف بها فلزم من ذلك أن يكون مسلوبا لصفات الكمال - على قولهم - ممتنعا عليه صفات الكمال . فأنتم فررتم من تشبيهه بالأحياء : فشبهتموه بالجمادات وزعمتم أنكم تنزهونه عن النقائص : فوصفتموه بما هو أعظم النقص . الوجه الثاني أن يقال : هذا التفريق بين السلب والإيجاب وبين العدم والملكة : أمر اصطلاحي ؛ وإلا فكل ما ليس بحي فإنه يسمى ميتا كما قال تعالى : {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون } الوجه الثالث: أن يقال: نفس سلب هذه الصفات نقص وإن لم يقدر هناك ضد ثبوتي فنحن نعلم بالضرورة أن ما يكون حيا عليما قديرا متكلما سميعا بصيرا أكمل ممن لا يكون كذلك وأن ذلك لا يقال سميع ولا أصم كالجماد وإذا كان مجرد إثبات هذه الصفات من الكمال ومجرد سلبها من النقص : وجب ثبوتها لله تعالى ؛ لأنه كمال ممكن للموجود ولا نقص فيه بحال ؛ بل النقص في عدمه. وكذلك إذا قدرنا موصوفين بهذه الصفات . أحدهما يقدر على التصرف بنفسه ؛ فيأتي ويجيء وينزل ويصعد ونحو ذلك من أنواع الأفعال القائمة به . والآخر يمتنع ذلك منه فلا يمكن أن يصدر منه شيء من هذه الأفعال : كان هذا القادر على الأفعال التي تصدر عنه أكمل ممن يمتنع صدورها عنه . وإذا قيل قيام هذه الأفعال يستلزم قيام الحوادث به : كان كما إذا قيل قيام الصفات به يستلزم قيام الأعراض به .  

تاريخ النشر:الأحد 26 شوال 1434 هـ - الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 م | المشاهدات:3435

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"وأهل الإثبات يقولون للنفاة: لو لم يتصف بهذه الصفات لاتصف بأضدادها من الجهل والبكم والعمى والصمم .
فقال لهم النفاة : هذه الصفات متقابلة تقابل العدم، والملكة لا تقابل السلب والإيجاب، والمتقابلان تقابل العدم والملكة إنما يلزم من انتفاء أحدهما ثبوت الآخر إذا كان المحل قابلا لهما كالحيوان الذي لا يخلو إما أن يكون أعمى وإما أن يكون بصيرا ؛ لأنه قابل لهما بخلاف الجماد فإنه لا يوصف لا بهذا ولا بهذا .
فيقول لهم أهل الإثبات: هذا باطل من وجوه :
أحدها أن يقال : الموجودات " نوعان ": نوع يقبل الاتصاف بالكمال كالحي. ونوع لا يقبله كالجماد.
ومعلوم أن القابل للاتصاف بصفات الكمال أكمل ممن لا يقبل ذلك .
وحينئذ : فالرب إن لم يقبل الاتصاف بصفات الكمال لزم انتفاء اتصافه بها وأن يكون القابل لها - وهو الحيوان الأعمى الأصم الذي لا يقبل السمع والبصر - أكمل منه فإن القابل للسمع والبصر - في حال عدم ذلك - أكمل ممن لا يقبل ذلك .
فكيف المتصف بها فلزم من ذلك أن يكون مسلوبا لصفات الكمال - على قولهم - ممتنعا عليه صفات الكمال .
فأنتم فررتم من تشبيهه بالأحياء : فشبهتموه بالجمادات وزعمتم أنكم تنزهونه عن النقائص : فوصفتموه بما هو أعظم النقص .
الوجه الثاني أن يقال : هذا التفريق بين السلب والإيجاب وبين العدم والملكة : أمر اصطلاحي ؛ وإلا فكل ما ليس بحي فإنه يسمى ميتا كما قال تعالى : {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون }
الوجه الثالث: أن يقال: نفس سلب هذه الصفات نقص وإن لم يقدر هناك ضد ثبوتي فنحن نعلم بالضرورة أن ما يكون حيا عليما قديرا متكلما سميعا بصيرا أكمل ممن لا يكون كذلك وأن ذلك لا يقال سميع ولا أصم كالجماد وإذا كان مجرد إثبات هذه الصفات من الكمال ومجرد سلبها من النقص : وجب ثبوتها لله تعالى ؛ لأنه كمال ممكن للموجود ولا نقص فيه بحال ؛ بل النقص في عدمه.
وكذلك إذا قدرنا موصوفين بهذه الصفات .
أحدهما يقدر على التصرف بنفسه ؛ فيأتي ويجيء وينزل ويصعد ونحو ذلك من أنواع الأفعال القائمة به .
والآخر يمتنع ذلك منه فلا يمكن أن يصدر منه شيء من هذه الأفعال : كان هذا القادر على الأفعال التي تصدر عنه أكمل ممن يمتنع صدورها عنه .
وإذا قيل قيام هذه الأفعال يستلزم قيام الحوادث به : كان كما إذا قيل قيام الصفات به يستلزم قيام الأعراض به .
 

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : أهمية الدعاء ( عدد المشاهدات87268 )
3. خطبة: التقوى ( عدد المشاهدات81963 )
4. خطبة: حسن الخلق ( عدد المشاهدات75704 )
6. خطبة: بمناسبة تأخر نزول المطر ( عدد المشاهدات62753 )
7. خطبة: آفات اللسان - الغيبة ( عدد المشاهدات56946 )
9. خطبة: صلاح القلوب ( عدد المشاهدات53947 )
12. خطبة:بر الوالدين ( عدد المشاهدات51835 )
13. فما ظنكم برب العالمين ( عدد المشاهدات51713 )
14. خطبة : الإسراف والتبذير ( عدد المشاهدات46694 )
15. خطبة: حق الجار ( عدد المشاهدات46621 )

مواد مقترحة

491.
886. لبيك
967. Jealousy
977. L’envie
1228. "حسادت"
1251. MEDIA
1291. Hari Asyura
1343. مقدمة
1400. تمهيد
1559. تمهيد
1588. تمهيد
1763. تمهيد
1776. خاتمة
1867. معراج

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف