السؤال:
قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}سورة آل عمران: الآية 133 وقال سبحانه: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء والأرض أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}سورة الحديد: الآية 21، ما الفرق بين (سابقوا) و(سارعوا)؟ وما الحكمة في قول الحق سبحانه وتعالى في الآية الأولى: (للمتقين)، وفي الثانية (للذين آمنوا بالله ورسله)؟
الجواب:
في آية آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، وفي آية الحديد: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء والأرض أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، والفرق بينهما أن هناك استعمل (سارعوا) وهنا استعمل (سابقوا)، وهناك قال: (أعدت للمتقين)، وهنا قال: (أعدت للذين آمنوا بالله ورسله)، وليس بين الآيتين تعارض، فالأمر بالمسابقة هو أن يبادر إلى الشيء قبل غيره، والأمر بالمسارعة هو أمر بالإسراع إلى إدراك الشيء بغض النظر عن مشاركة غيره له، تقول: سارع إلى المجد أي: اسع إليه سعيًا سريعًا، وسابق إلى المجد أي: لا يسبقك غيرك إليه.
أما قوله: (للمتقين) في الآية الأولى، وقوله في الآية الأخرى: (للذين آمنوا بالله ورسله)، فالمتقون هم المؤمنون، فالتقوى قوامها الإيمان، والإيمان ثمرته التقوى، والله أعلم.