السؤال:
هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟
الجواب:
كل الأعمال الصالحة غير الفرائض إذا أداها الإنسان فإن ثوابه يصل إلى مَن أُهدي إليه، وعلى هذا جمهور العلماء رحمهم الله، وذهب جماعة من أهل العلم إلى تقييدات في هذا، وبعضهم قال: لا يصل. لكن الذي عليه الجمهور وعامة العلماء أنه إذا عمل الإنسان عملًا صالحًا من النوافل ثم أهدي ثوابه لحيٍّ أو ميت فإنه يصل الثواب إلى مَن أُهدي إليه ذلك العمل، وأدلة صحة هذا القول متعددة؛ فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيام عن الميت والحج عن الميت والصدقة عن الميت فأذن في ذلك؛ فدل ذلك على جواز هذا العمل، وإن كان الأَوْلى والأحسن والأكمل أن يشتغل الإنسان بالعمل عن نفسه، وخير من يهديه إلى الأموات هو الدعاء لهم؛ لما في الصحيح من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ))أخرجه مسلم (1631) ، فذكر في عمل الإنسان عن غيره الدعاء، لم يذكر شيئًا آخر، إنما ذكر دعاء الولد للميت؛ فإن الولد من كسب الإنسان كما جاء ذلك في بعض الآثار، المهم أن خير ما يهدي إلى الأموات هو الدعاء لهم، إذا كان عليهم حقوق فالله أحق أن يُقضى؛ من فرائض في حق الله تعالى يشرع قضاؤها كالصوم أو الحج مثلًا أو الزكاة إذا أخرها، أو كان ذلك من حقوق الخلق، ما عدا هذا فإن الأولى أن يُشتغل بالدعاء للأموات.