قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" الحديث الذى فيه ذكر الاسماء الحسنى
هو حديث الترمذي روى الأسماء الحسنى في " جامعه " من حديث الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ورواها ابن ماجه في سننه من طريق مخلد بن زياد القطواني ؛ عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة .
وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين ليستا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كل منهما من كلام بعض السلف فالوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسرا في بعض طرق حديثه .
ولهذا اختلفت أعيانهما عنه ؛ فروي عنه في إحدى الروايات من الأسماء بدل ما يذكر في الرواية الأخرى ؛ لأن الذين جمعوها قد كانوا يذكرون هذا تارة وهذا تارة ؛ واعتقدوا - هم وغيرهم - أن الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة ليست شيئا معينا ؛ بل من أحصى تسعة وتسعين اسما من أسماء الله دخل الجنة أو أنها وإن كانت معينة فالاسمان اللذان يتفق معناهما يقوم أحدهما مقام صاحبه كالأحد والواحد ؛ فإن في رواية هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عنه رواها عثمان بن سعيد " الأحد " بدل " الواحد " و " المعطي " بدل " المغني " وهما متقاربان وعند الوليد هذه الأسماء بعد أن روى الحديث عن خليد بن دعلج عن قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة . ثم قال هشام : وحدثنا الوليد حدثنا سعيد بن عبد العزيز مثل ذلك وقال : كلها في القرآن { هو الله الذي لا إله إلا هو } . . . مثل ما ساقها الترمذي لكن الترمذي رواها عن طريق صفوان بن صالح عن الوليد عن شعيب وقد رواها ابن أبي عاصم وبين ما ذكره هو والترمذي خلاف في بعض المواضع وهذا كله مما يبين لك أنها من الموصول المدرج في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الطرق ؛ وليست من كلامه . ولهذا جمعها " قوم آخرون " على غير هذا الجمع واستخرجوها من القرآن منهم سفيان بن عيينة والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم ؛ كما قد ذكرت ذلك فيما تكلمت به قديما على هذا ؛ وهذا كله يقتضي أنها عندهم مما يقبل البدل ؛ فإن الذي عليه جماهير المسلمين أن أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين ".