×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

المكتبة المقروءة / فوائد من مجموع الفتاوى / العقيدة / احتجاج الجهمية على أن القرآن مخلوق

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ولما احتج الجهمية على الإمام أحمد وغيره من أهل السنة على أن القرآن مخلوق بقول النبي صلى الله عليه وسلم «تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف ويأتي القرآن في صورة الرجل الشاحب » ونحو ذلك قالوا : ومن يأتي ويذهب لا يكون إلا مخلوقا أجابهم الإمام أحمد بأن الله تعالى قد وصف نفسه بالمجيء والإتيان بقوله:{هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك} وقال:{وجاء ربك والملك صفا صفا} ومع هذا فلم يكن هذا دليلا على أنه مخلوق بالاتفاق. بل قد يقول القائل : جاء أمره وهكذا تقوله المعتزلة الذين يقولون : القرآن مخلوق يتأولون هذه الآية على أن المراد بمجيئه مجيء أمره فلم لا يجوز أن يتأول مجيء القرآن على مجيء ثوابه ؟ ويكون المراد بقوله تجيء البقرة وآل عمران بمجيء ثوابها وثوابها مخلوق . وقد ذكر هذا المعنى غير واحد وبينوا أن المراد بقوله : « تجيء البقرة وآل عمران » أي : ثوابهما ليجيبوا الجهمية الذين احتجوا بمجيء القرآن وإتيانه على أنه مخلوق فلو كان الثواب أيضا الذي يجيء في صورة غمامة أو صورة شاب غير مخلوق لم يكن فرق بين القرآن والثواب ولا كان حاجة إلى أن يقولوا : يجيء ثوابه ؟ ولا كان جوابهم للجهمية صحيح بل كانت الجهمية تقول : أنتم تقولون إنه غير مخلوق ؛ وأن ثوابه غير مخلوق فلا ينفعكم هذا الجواب . فعلم أن أئمة السنة مع الجهمية كانوا متفقين على أن ثواب قراءة القرآن مخلوق فكيف يكون ثواب سائر الأعمال ؛ وهذا بين فإن الثواب والعقاب هو ما وعد الله به عباده وأوعدهم به ؛ فالثواب هو الجنة بما فيها ؛ والعقاب هو النار بما فيها ؛ والجنة بما فيها مخلوق والنار بما فيها مخلوق". "مجموع الفتاوى" ( 8/408-409).  

المشاهدات:4074

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ولما احتج الجهمية على الإمام أحمد وغيره من أهل السنة على أن القرآن مخلوق بقول النبي صلى الله عليه وسلم «تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف ويأتي القرآن في صورة الرجل الشاحب » ونحو ذلك قالوا : ومن يأتي ويذهب لا يكون إلا مخلوقا أجابهم الإمام أحمد بأن الله تعالى قد وصف نفسه بالمجيء والإتيان بقوله:{هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك} وقال:{وجاء ربك والملك صفا صفا} ومع هذا فلم يكن هذا دليلا على أنه مخلوق بالاتفاق.
بل قد يقول القائل : جاء أمره وهكذا تقوله المعتزلة الذين يقولون : القرآن مخلوق يتأولون هذه الآية على أن المراد بمجيئه مجيء أمره فلم لا يجوز أن يتأول مجيء القرآن على مجيء ثوابه ؟ ويكون المراد بقوله تجيء البقرة وآل عمران بمجيء ثوابها وثوابها مخلوق .
وقد ذكر هذا المعنى غير واحد وبينوا أن المراد بقوله : « تجيء البقرة وآل عمران » أي : ثوابهما ليجيبوا الجهمية الذين احتجوا بمجيء القرآن وإتيانه على أنه مخلوق فلو كان الثواب أيضا الذي يجيء في صورة غمامة أو صورة شاب غير مخلوق لم يكن فرق بين القرآن والثواب ولا كان حاجة إلى أن يقولوا : يجيء ثوابه ؟ ولا كان جوابهم للجهمية صحيح بل كانت الجهمية تقول : أنتم تقولون إنه غير مخلوق ؛ وأن ثوابه غير مخلوق فلا ينفعكم هذا الجواب . فعلم أن أئمة السنة مع الجهمية كانوا متفقين على أن ثواب قراءة القرآن مخلوق فكيف يكون ثواب سائر الأعمال ؛ وهذا بين فإن الثواب والعقاب هو ما وعد الله به عباده وأوعدهم به ؛ فالثواب هو الجنة بما فيها ؛ والعقاب هو النار بما فيها ؛ والجنة بما فيها مخلوق والنار بما فيها مخلوق".
"مجموع الفتاوى" ( 8/408-409).

 

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : أهمية الدعاء ( عدد المشاهدات86767 )
3. خطبة: التقوى ( عدد المشاهدات81569 )
4. خطبة: حسن الخلق ( عدد المشاهدات75365 )
6. خطبة: بمناسبة تأخر نزول المطر ( عدد المشاهدات62490 )
7. خطبة: آفات اللسان - الغيبة ( عدد المشاهدات56745 )
9. خطبة: صلاح القلوب ( عدد المشاهدات53698 )
12. خطبة:بر الوالدين ( عدد المشاهدات51500 )
13. فما ظنكم برب العالمين ( عدد المشاهدات51401 )
14. خطبة: حق الجار ( عدد المشاهدات46396 )
15. خطبة : الإسراف والتبذير ( عدد المشاهدات45999 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف