قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وأما إذا اشتبه الأمر هل هذا القول أو الفعل مما يعاقب صاحبه عليه أو ما لا يعاقب ؟
فالواجب ترك العقوبة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم « ادرءوا الحدود بالشبهات فإنك إن تخطئ في العفو خير من أن تخطئ في العقوبة » رواه أبو داود ولاسيما إذا آل الأمر إلى شر طويل وافتراق أهل السنة والجماعة ؛ فإن الفساد الناشئ في هذه الفرقة أضعاف الشر الناشئ من خطأ نفر قليل في مسألة فرعية .
وإذا اشتبه على الإنسان أمر فليدع بما رواه مسلم في "صحيحه" - عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يقول : «اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ».
وبعد هذا : فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه من القول والعمل ويرزقنا اتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا ويجمع على الهدى شملنا ويقرن بالتوفيق أمرنا ويجعل قلوبنا على قلب خيارنا ويعصمنا من الشيطان ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
" مجموع الفتاوى" ( 6/505- 506).