قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ومن المستقر في أذهان المسلمين : أن ورثة الرسل وخلفاء الأنبياء هم الذين قاموا بالدين علما وعملا ودعوة إلى الله والرسول فهؤلاء أتباع الرسول حقا وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الأرض التي زكت فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير فزكت في نفسها وزكى الناس بها . وهؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة في الدين والقوة على الدعوة ولذلك كانوا ورثة الأنبياء الذين قال الله تعالى فيهم:{واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} فالأيدي القوة في أمر الله والأبصار البصائر في دين الله فبالبصائر يدرك الحق ويعرف وبالقوة يتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة إليه . فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم والفقه في الدين والبصر والتأويل ؛ ففجرت من النصوص أنهار العلوم واستنبطت منها كنوزها ورزقت فيها فهما خاصا كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد سئل : " هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس ؟ فقال : لا ؛ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ؛ إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه . فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الذي أنبتته الأرض الطيبة". "مجموع الفتاوى" ( 4/92).