قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم به وأعلمهم بمراده لما يسألونه عنه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بالكلام العربي الذي يفهمه الصحابة رضي الله عنهم ويزداد الصديق بفهم آخر يوافق ما فهموه ويزيد عليهم ولا يخالفه . مثل ما في الصحيحين عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال : «إن عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة . فاختار ذلك العبد ما عند الله»، فبكى أبو بكر . وقال : بل نفديك بأنفسنا وأموالنا، فجعل بعض الناس يعجب ويقول : عجبا لهذا الشيخ يبكي أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا به ".
فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر عبدا مطلقا وهذا كلام عربي لا لغز فيه ففهم الصديق لقوة معرفته بمقاصد النبي صلى الله عليه وسلم أنه هو العبد المخير ومعرفة أن المطلق هذا المعين خارج عن دلالة اللفظ لكن يوافقه ولا يخالفه ؛ ولهذا قال أبو سعيد : كان أبو بكر أعلمنا به".
"مجموع الفتاوى" ( 11/78).