قوله: " وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية، والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية".
«والمراد بالأسماء: أسماء الدين، مثل: مؤمن، ومسلم، وكافر، وفاسق» (المصدر السابق (13/ 86). فأهل السنة والجماعة «وسط بين الوعيدية الذين يجعلون أهل الكبائر من المسلمين مخلدين في النار، ويخرجونهم من الإيمان بالكلية، وبين المرجئة الذين يقولون: إيمان الفساق مثل إيمان الأنبياء» (المصدر السابق (3/ 374). «فيؤمن أهل السنة والجماعة بأن فساق المسلمين معهم بعض الإيمان، وأصله، وليس معهم جميع الإيمان الواجب الذي يستوجبون به الجنة» (مجموع الفتاوى (3/ 375).
وأما الحرورية، وهم الخوارج، وكذلك المعتزلة فيقولون: «صاحب الكبائر الذي لم يتب منها مخلد في النار، ليس معه شيء من الإيمان، ثم الخوارج تقول: هو كافر. والمعتزلة توافقهم على الحكم، لا على الاسم» (منهاج السنة النبوية (5/ 284)، فيقولون فيه: «بل ينزل منزلة بين المنزلتين، فنسميه فاسقا لا مسلما، ولا كافرا» (النبوات (ص: 200).
وأما المرجئة والجهمية فعندهم أن صاحب الكبيرة مؤمن كامل الإيمان (انظر: مجموع الفتاوى (13/ 50)، فهؤلاء «وافقوا أهل السنة على أنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد، ثم ظنوا أن هذا لا يكون إلا مع وجود كمال الإيمان» (المصدر السابق (8/ 271). «فقالوا: كل فاسق فهو كامل الإيمان» (المصدر السابق)، وسياتي مزيد بحث لهذا إن شاء الله تعالى.