الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجَابَةً عَنْ سُؤَالِك نَقُولُ وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ: الْوَاجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يُحْسِنَ الظَّنَّ بِاَللَّهِ، وَأَنْ يَرْجُوَ الْخَيْرَ مِنْهُ وَيَنْتَظِرَ الْفَرَجَ مِنْ قِبَلِهِ، وَأَلَّا يَكُونَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [الْحَجُّ:11] ، فَإِنَّ الْآيَةَ تَضَمَّنَتِ التَّحْذِيرَ مِنْ هَذَا الْمَسْلَكِ، وَهُوَ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَكُونُ مُقْبِلًا حَالَ صَلَاحِ أَحْوَالِهِ وَأُمُورِهِ، وَإِذَا أَصَابَهُ مُصَابٌ مِنْ مَصَائِبِ الدُّنْيَا انْقَلَبَ عَلَى عَقِبِهِ وَجَحَدَ إحْسَانَ رَبِّهِ وَفَضْلَهُ. فَالْوَاجِبُ عَلَيْك أَخِي الْكَرِيمَ الصَّبْرُ عَلَى مَا أَصَابَك وَالثِّقَةُ بِدِينِك؛ فَإِنَّهُ لَا يَلِيقُ بِك أَنْ تَقُولَ: كَيْفَ تَزْعُمُونَ أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ الْحَلُّ، وَهَلْ عِنْدَك شَكٌّ فِي أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ الْحَلُّ وَلَوْ لَمْ تَجِدْ بَيْتًا يُؤْوِيكَ؟ لِأَنَّهُ دِينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَلَمْ يَخْرُجِ النَّبِيُّ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا وَكَذَا الصَّحَابَةُ تَرَكُوا بُيُوتَهُمْ، فَهَلْ كَانَ هَذَا نَقْصًا فِي دِينِهِمْ أَمْ أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ حَلًّا لِلنَّاسِ وَإِصْلَاحًا لَهُمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ؟ ثِقْ بِدِينِك وَارْجِعْ إلَى رَبِّك، وَاحْذَرْ لِسَانَك، فَكَمْ مِنْ كَلِمَةٍ قَالَتْ لِصَاحِبِهَا: دَعْنِي، فَرُبَّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا الْعَبْدُ بَالًا تَهْوِي بِهِ فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.
أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنَ الِاقْتِرَاضِ بِالرِّبَا؛ فَإِذَا كُنْتَ لَا تَجِدُ مَنْ يُقْرِضُكَ وَلَيْسَ لَكَ بَيْتٌ يُؤْوِيكَ كَمَا تَذْكُرُ فَلَكَ أَنْ تَقْتَرِضَ بِقَدْرِ مَا تَنْدَفِعُ بِهِ ضُرُورَتُكَ، يَسَّرَ اللَّهُ أَمْرَكَ وَأَصْلَحَ حَالَكَ.